Okaz

‪°WłUłoe ⁄U oeË —uŁ b‬

-

ذلــك صحيحﴼ فكيف سيؤذيه الجحيم؟! فهل لـك أنــت تشرح ذلــك أيضﴼ؟ فــأشــار الفيلسوف بـاملـوافـ­قـة. أمــا الــســؤال الـثـالـﺚ فيتعلق بشخصيتي.. يقول القرآن إن كل شـيء مقدر فـإذا كـان مقدرﴽ لي أن أتـى عمال ما فكيف يحاسبني الله عليه مـا دام هـو الــذي قضى بــه.. فهل تتفضل باإلجابة على هـذا السؤال أيضﴼ قالها وابتسامة ملغزة ترتسم على شفتيه.. كان كل من في املجلس صامتني تخيم عليهم رهبة املـكـان.. ألقى الفيلسوف نظرة سريعة إلى السماء ثم خفض بصره إلى حيﺚ يقف الشاب وما هي إال ثـوان حتى انحنى الفيلسوف إلى األرض وأخذ قطعة من طني وقذف بها الرجل بكل قوته فأصابته في وجهه.. كان الفيلسوف متلذذﴽ بغبطة رميته رغم دهشة الحاضرين من تصرفه فالرجل بئر علم ومستودع إيمان ومحيط يقني وغابة تواضع ومع ذلك يربكهم أحيانﴼ ببعض تصرفاته.. كانوا مصعوقني مرتبكني.. حائرين ورجـال الشرطة يقتدون الفيلسوف مـن مجلسه حيﺚ تقدم الـرجـل املـصـاب بشكوى ضــده األمــر الــذي انتهى بمثول الفيلسوف أمام القاضي في املحكمة حيﺚ عرض الشاكي قضيته قائال «إن األلم الذي سببه لي الفيلسوف بضربته الشديدة غير مبرر بل وسبب لي آالمـا مبرحة» سأل القاضي الفيلسوف عما إذا ما كان يدعيه الشاكي صحيحﴼ.. فـأجـاب الفيلسوف زارنــي هــذا الـشـاب وسألني ثالثة أسئلة محددة وأجبت عليها بدقة.. كان السؤال األول أن الناس يؤكدون أن الله موجود.. ولكنه ال يستطيع أن يراه، أو يريه إياه أحد، ولذلك فإنه ال يـؤمـن بــه، وهــو يـدعـي اﻵن أنــه يشعر بـألـم مـبـرح فـي وجـهـه مـن قطعة الطني التي قذفتها في وجهه ولكني ال أستطيع أن أرى األلم، فهل تتفضل املحكمة بأن تطلب منه أن يريني إياه.. فكيف أصدق دعواه بينما ال أرى شيئا!! وتطلع القاضي إلى الشاكي وابتسم كالهما.. واستطرد الفيلسوف فقال ثم سألني إذا كان الشيطان قد صنع من لهب، فكيف تؤذيه النار؟ ولعله يوافقني أن أبانا آدم خلق من طـني، وأنـه نفسه قد خلق من طني، فكيف يمكن أن تؤذيه قطعة من الطني؟ أما فيما يختﺺ بالسؤال الثالﺚ، فإنه إذا كان القدر مكتوبﴼ فيه أن ألقي بقطعة الطني في وجهه فكيف تجرأ واستدعاني هنا إلـى املحكمة ليحاسبني على شـيء كـان مقدرا على أن أفعله؟ عند ذلـك قـرر القاضي أن الفيلسوف أجـاب على كل أسئلة الشاب مستندﴽ إلى قطعة الطني التي قذف بها في وجه املدعى.. وقضى ببراءته ناصحﴼ إياه أن يجيب على ما يوجه إليه من أسئلة في املستقبل بصورة أقل عنفﴼ وإيذاء وخالية من الطني!

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia