قطر.. «وكر» الفساد الرياضي
فــي الــوقــت الـــذي يـعـرف الـعـالـم أجـمـع أن قـطـر حصلت على تنظيم بطولة كـأس العالم لكرة القدم 2022 عن طــريــق دفـــع مــلــيــارات الــــــدوالرات كــرشــاوى لــعــدد كبير من الشخصيات في الفيفا واملسؤولني عن االتحادات الـريـاضـيـة فــي عــدد مــن الـــدول وبـشـكـل مـبـاشـر أو غير مـبـاشـر، مــن خــال الصفقات والتعاقدات الــتــجــاريــة مــع عـــدد مــن الـــــدول، تحاول الـصـحـافـة الـقـطـريـة وبـطـريـقـة فاشلة أن تــلــصــق تــهــمــة الــــرشــــوة والفساد بــــالــــدوري الـــســـعـــودي والــــــذي يعتبر أقوى دوري عربي وهو أبعد ما يكون لذلك، إذ كانت قنوات قطر الرياضية تــتــســابــق عــلــى تــخــصــيــص البرامج والحلقات الخاصة لتغطية الدوري السعودي. والــعــالــم يــعــرف أن قـطـر حـصـلـت على أصــــوات السـتـضـافـة كــأس الـعـالـم لكرة الــقــدم 2022 عــبــر رشــــوة عـــدد مــن رؤســـــاء االتحادات الرياضية كان أبرزها ما كشفته صحيفة صنداي تايمز البريطانية، عقب تصريح النائب في البرملان اإلنجليزي دانيال كولينز واتهامه لرئيس االتحاد األفريقي عيسى حياتو ورئيس االتحاد العاجي لكرة القدم جاك انوما بـالـحـصـول عـلـى 1.5 مـلـيـون دوالر مـقـابـل التصويت ملـصـلـحـة مــلــف قــطــر. فـيـمـا أشـــــارت عـــدد مـــن الصحف العاملية في وقت سابق إلى أن ابنة مسؤول مستقيل من الفيفا تلقت مبالغ مالية تتجاوز ثاثة مايني دوالر بعد سنة مـن إجـــراء التصويت، والـــذي صــوت والدها لصالح ملف قطر الستضافة كأس العالم. وكشفت العديد من الصحف في عام 2012 عن استقالة عضو اللجنة التنفيذية في الفيفا ريـكـاردو تيكسيرا عـقـب اتــهــامــه بـالـحـصـول عـلـى رشـــوة بـعـد التصويت لـصـالـح مـلـف قـطـر، كـمـا فـضـح كـتـاب «الـلـعـبـة القذرة» للكاتبني البريطانيني هايدي باك وجونتان كالفيرت كل ما قامت به قطر من رشاوى مباشرة وغير مباشرة من خال قائمة ألبرز األسماء التي استفادت من األموال القطرية من خال عدد كبير من الصفقات والتعاقدات التجارية قدرت بمليارات الدوالرات. ولــم تكتف قـطـر بـكـل هــذا الـفـسـاد الـريـاضـي إذ كشفت صحيفة «لـومـونـد» الفرنسية فـي وقــت سـابـق أن قطر دفعت نحو 3.5 مليون دوالر، لنجل الرئيس السابق لاتحاد الدولي أللعاب القوى، الستضافة بطولة كأس العالم أللـعـاب الـقـوى ،2019 مـن خــال إجــراء حواالت مــالــيــة عــبــر الــصــنــدوق الــقــطــري الــســيــادي لاستثمار لحساب إحــدى الـشـركـات التي يترأسها نجل الرئيس الــســابــق لــاتــحــاد الـــدولـــي أللــعــاب الــقــوى والـــــذي كان عضوا في اللجنة األوملبية الدولية. كـــل ذلــــك وأكـــثـــر جــعــل قــطــر تــتــزعــم الــفــســاد الرياضي عــلــى مــســتــوى الــعــالــم بــا مــنــافــس، بــل إن صحافتها اليوم تحاول وبطريقة مخجلة أن ترمي تهمة الفساد والــرشــاوى لـلـدوري السعوي في محاولة فـاشـلـة إليــهــام املــتــابــع وإبــعــاد الشكوك عنها. يـقـول اإلعــامــي والــنــاقــد الرياضي حــســن عــبــدالــقــادر إنــــه ال يــمــكــن أن نــفــتــح املـــلـــفـــات املــغــلــقــة واملتعلقة بــالــرشــاوى دون أن نــعــرج عـلـى قطر، وقبل أن نتذكر ابن همام الذي أوقف رياضيا مدى الحياة في قضية تكشفت خيوطها تباعا بعد ذلك. وأشــــار إلــى أن اإلعــــام الـقـطـري فــي طــرحــه األخــيــر يطبق مقولة رمتني بدائها وانسلت، ويـحـاول أن يرمي ملفات املكشوف عنه على طاولة السعوديني الذين كانوا في نظر اإلعــام القطري هـم الـوقـود املـحـرك لقنواتهم وبرامجهم طـوال سنوات كان واليــزال اإلعامي القطري يبدأ حديثه وينتهي عــن ريــاضــة اململكة ممتدحا ومـشـيـدا ومتابعا ومشجعا. وتـــابـــع عــبــدالــقــادر: فـــي ســيــاســة رمـــي الــتــهــم الــتــي تشبه املقذوفات يحاول اإلعام القطري أن يخرج من ملعب كان واليزال هو سيده وكان فيه املال هو املحرك الذي جعل دولة مثل أمريكا تسقط في سباق الـتـرشـح أمـــام املـغـريـات الـتـي قدمتها قطر لتفوز بـمـونـديـال األيـــادي الخفية. مبينا أن محاوالت اللعب على املتناقضات لعبة قطرية وجــدت مـن يغذيها ويـــروج لها ويــتــبــنــاهــا وهــــي تـــوجـــه أكـــبـــر من إعـــامـــهـــم الـــــذي كــــان األداة التي وزعـــت أدوار الـبـطـولـة ألشخاص حــفــظــت أوراقــــهــــم وأســـمـــاءهـــم في سجات أصحاب السوابق. وأضاف: ضعوا أقامكم في جيوبكم وأغلقوا منابركم أو اتركوها تــردح، ففي األخير سيبقى املـسـؤول الرياضي السعودي يقود مسيرة رياضة وطنه رافعا رأسه ولن يحتجب في بيته كما هو الحال مع غيره، الذين تورطوا وتلطخت أسماؤهم وقيدت قضاياهم ضد معلوم.
ملف كأس العالم فضحهم
من جهته، قال الباحث واملهتم بالتخطيط اإلستراتيجي لـلـمـنـظـمـات الــريــاضــيــة بـــدر الــســعــيــد: ال أعتقد أن عاقا سيحسن النية بمن يدير األمـور العليا في السياسة الـقـطـريـة، خصوصا فـي اآلونة األخـــــيـــــرة الــــتــــي ارتـــــقـــــت فيها الشكوك إلــى حقائق، وتحولت فـــيـــهـــا الــــتــــوجــــســــات إلـــــــى يقني قـــاطـــع بـــســـوء نـــيـــات وأعمال تـــلـــك الــــســــيــــاســــة، واملتابع للشأن القطري في السنوات العشر األخـيـرة يــدرك تماما ذلـك التجانس فـي التوجهات والتحركات، فما يحصل على املستوى السياسي تجد لــه مــا يـــرادفـــه ديــنــيــا واجــتــمــاعــيــا وريــاضــيــا وثقافيا وهكذا..! وتــابــع: تلك املــؤشــرات تعني بـالـضـرورة أن الخطوات الكبيرة -الظاهرة للعلن- كانت تمثل هاجسا واهتماما كبيرين لدى كل متابع كل في مجاله، واملجال الرياضي هـو اآلخــر حظي بالكثير مـن الـخـطـوات القطرية التي أشير لها بالبنان لقوة تأثيرها وقيمتها فـي الوسط الرياضي على كل املستويات إقليميا وعامليا وكانت مثار إعجاب املتابعني واستغرابهم في ذات الوقت. وأضاف السعيد: اليوم نشاهد ملف التحقيقات وكشف الشبهات حول ما صاحب ترشيح قطر الستضافة كــأس الـعـالـم 2022 يعاد فتحه مجددا، وهو امللف الذي كــان وال يــزال محل اهـتـمـام إعامي دولـي واسـع بني فترة وأخــرى، وفي كل مـرة يثار فيها هـذا امللف تجد اإلعــــــــام الـــقـــطـــري يــخــفــي واقــــع األمــر بـااللـتـواء تــارة والتضليل تـــارة أخـــرى، حتى جـــاءت األزمة الــســيــاســيــة الـــقـــطـــريـــة األخــــيــــرة، والــتــي تــزامــن مـعـهـا إعــــادة فتح ذلــك امللف «املـشـبـوه»، وألن الطرح هذه املرة جاء من جانب اإلعام السعودي فكانت الحيلة «الضعيفة» والوسيلة «املبتذلة» لإلعام القطري هي إشــغــال الــــرأي الــعــام بـافـتـعـال قـضـيـة أو إشــعــال فتيل هنا أو هـنـاك لتوجيه بوصلة املتابع إلــى اتـجـاه آخر وإشغاله عن كشف أسرار ملف االستضافة «املشبوه»!، وهـــو بــالــفــعــل مـــا حــصــل، فـــبـــدال مـــن أن يــكــون اإلعام القطري شجاعا في إيضاح موقف سياسته تجاه كيفية الـفـوز «املـشـبـوه» بتلك االستضافة اتجه للتشكيك في املنافسات الكروية السعودية، وكانت حيلة «العاجز» هذه املرة هي اجترار حاالت جدلية تجاوزها الزمن وقضايا بات النقاش فيها ضربا من الرجعية! وبالطبع كان وال يزال ذلك «املخطط» وأولئك «املــنــفــذون» يـعـتـقـدون بــأن تـلـك الخربشات سـتـؤتـي أكـلـهـا وتـحـظـى بـاهـتـمـام ورواج لدى املجتمع الرياضي السعودي، إال أن عقولهم خانتهم هذه املرة، فلم يدركوا بعد أن الشعب السعودي أذكى وأعقل من أن ينجر خلف «أوهـــام» املفسدين والـبـاحـثــني عــن التشكيك فــي رياضة وطـنـيـة نعتز بـهـا كـثـيـرا كـغـيـرهـا من أوجـــه الـتـنـمـيـة فــي بــادنــا وإن شابها بعض القصور فهو ال يغير من قيمتها. علي الزهراني
«مهد دعاة الفتـن واإلرهاب»
مــن جــانــبــه، اعــتــبــر اإلعـــامـــي والــنــاقــد الــريــاضــي علي الــزهــرانــي أن الصحافة واإلعـــام الـريـاضـي الـقـطـري ال يختلف في نهجه عن نهج ساسته، وال يزال يواصل الزج بـالـريـاضـة وبـرامـجـهـا فـي دهـالـيـز األزمـــات السياسية، وكــل ذلــك بغية مـواصـلـة رســم األهـــداف الخبيثة لنهج ســيــاســات حـكـومـتـه الــتــي ســعــت وال تــــزال تـسـعـى لبث الفوضى في دول الجوار وتأكيد العداء للسام واألمن والرقي املجتمعي. وتابع: حني تذهب تلك الصحف لوصم نجوم منتخبنا الوطني باإلرهابيني فهي بمثل تلك املمارسات تحاول تخفيف الضغط عــن واقـعـهـا املـــدان فــي مـسـايـرة ودعم التوجهات السياسية القطرية املكشوفة والتي اعتمدت على فتح األراضي القطرية الستقبال دعاة الفتنة ورموز اإلرهــاب، وطاملا أنها سارعت في الطريق الصعب فمن السهل عليها أن تسير في طريق الرياضة لتجعل منه مناخا مائمًا لتنفيذ األجندات املرسومة، ولعلنا نذكر هنا أن اململكة العربية السعودية غـرسـت فـي أبنائها روح املـحـبـة والــتــســامــح والــســام وبــالــتــالــي فـهـي أكثر من تضرر طيلة العقدين املاضيني من هذه املمارسات (املـــافـــويـــه) الــقــطــريــة وحـــني قــررنــا ردع ذلـــك بالصوت والـقـرار، فالهدف هو املحافظة على اللحمة الخليجية والتصدي لثقافة اإلرهاب بكل أشكالها وصورها.