«شوال» يبتسم للموظفني بإجازة 15 يوما.. وينسيهم هم «التطفيرة»!
يتحدث الشاب فهد املطيري قبل يومني إلى أصدقائه عن اإلجـازة بعد تقديمها إلى الـ02 من رمـضـان، وجـل همهم في وضعهم املادي الـــذي سيعيشونه خـــال شـهـر شـــوال القادم، الذي يعرف بشهر «التطفيرة» لدى عدد كبير من السعوديني، والتطفيرة هي اختفاء املال من جيب الشخص. وتـحـول حـديـث املـطـيـري، الــذي يعمل موظفًا حكوميًا ألصـدقـائـه إلــى فرحة عريضة أمس (األربــــعــــاء) بــعــد تــمــديــد إجـــــازة الـــعـــودة بعد إلــى الـعـيـد إلــى الــــ51 مــن شـهـر شـــوال بزيادة 7 أيـــــام، وتــغــيــرت لــغــة حـديـثـهـم الــســابــق من «الــوضــع املـــادي» إلــى الــدولــة الـتـي يسافرون لها، وأنستهم طـول إجــازة عيد الفطر هموم العودة والبحث عن مصروف مالي، بل إنها غيرت نظرتهم التشاؤمية إلى تفاؤلية. ويقول فهد: «كـان هم العودة إلى الــدوام بعد العيد كبيرًا، لكن بعد تأجيلها إلى الـــ51 من شــوال تـحـول الـهـم إلــى ســعــادة، كــون اإلجازة طويلة جــدًا، وتمنحنا حرية التنقل والسفر من مكان إلى آخر»، الفتًا إلى أن قرار تمديدها أنسانا تعب العيد ومصروفاته. ويضيف: «في أعوام مضت يعتبر شهر شوال عنوانًا للتطفيرة بالنسبة للموظفني، الذين صرفوا رواتبهم في شـراء مستلزمات العيد، ويزيد من أعباء شوال العودة إلى الدوام التي تـكـون عــادة فـي العيد الــســادس، مـا يضاعف الـتـعـب عـلـى املــوظــف الــحــكــومــي، إال أن امللك سلمان مــدد اإلجـــازة فـي الـعـام الحالي، األمر الذي منح املوظفني راحة أطول تنسيهم غياب املال عن جيوبهم، وربما عدد منهم سيتوجه إلى السفر للخارج، كون اإلجازة طويلة، بلغت مدتها 25 يومًا، 15 منها في شوال». وال يختلف الحال بالنسبة للموظف الحكومي نايف السالم، الذي يؤكد أن شهر شوال طويل على املوظفني، كون رواتبهم يصرفونها قبل العيد، ما يجعلهم أسيرين للتطفيرة السنوية، لكن اإلجــازة الطويلة الحالية ستغير الحالة النفسية لـهـم، وتخفف مــن تعرضهم لألزمة املــالــيــة فــي الـشـهـر الـــقـــادم، الـــذي سـيـكـون با راتب في العام الحالي، بعد تغيير زمن صرف املعاشات على األبراج الشمسية. وعلى الرغم من كثرة مصاريف عيد الفطر، إال أن هــنــاك مـوظـفـني سـعـوديـني يتعاملون بـاحـتـرافـيـة مــع أزمـــة شـهـر شــــوال، مــن خال تــوفــيــر مــبــالــغ مــالــيــة تــجــنــبــهــم التطفيرة الـسـنـويـة، بـعـدمـا تـجـرعـوا مــرارتــهــا ألعوام، فيما يفضل آخــرون السفر في شــوال من كل عام.