عذرًا قطر.. نعم نحن نتآمر «للخير» علنًا
بروجيريا!
ظلموا املراهقن عندما نعتوا تصرفاتكم باملراهقة، ما تقومون به يندرج تحت عبث ومشاغبة األحـــداث والـقـصـر الـتـي ليس لها حـل إال الوصاية األبوية. يجب عليكم أن تـعـوا جـيـدا، حجمكم، وال أقـصـد هنا التقليل مـن «عقدة حـجـمـكـم» الــصــغــيــر، ولــكــن الــشــرق األوســـــط الــيــوم يــحــتــاج لــرجــال عقالء يدركون صعوبة املرحلة الحرجة، ويتبعون من هم أكبر منهم سنًا وحجمًا وحكمة. اليوم.. مازلتم ترفضون «الطلبات» األبوية، أحذركم من اليوم الذي قد تكون «أوامر» دولية أممية، وعندها بالتأكيد لن تكونوا تحت هذه املظلة البيضاء وقــد تـكـونـون تحت مظلة املــاللــي الــســوداء، وعندها كونوا على علم بـأن نهايتكم لن تكون بعيدة عن زعماء دول كبيرة كمعمر القذافي وغيره والقصص بهذا الباب كثيرة ملن يتعظ والتاريخ موجود. انتهى نـظـام الـوصـايـة الـدولـيـة الـــذي اسـتـحـدث لتقويض ســلــوكــيــات دول مـشـابـهـة لـسـلـوكـيـاتـكـم، وال أتــوقــع من الـــصـــعـــب إعــــــــادة تــفــعــيــلــه بـــدقـــة أكـــبـــر تـــحـــت مسمى «الــوصــايــة عــلــى الـــــدول الــراعــيــة لـــإرهـــاب» فالشعب «آه يا رمضان يا لك من ضيف عجول». قــالــتــهــا أشـــجـــان وهــــي تـــرمـــق تـــآكـــل القمر بنظرات الثكالى. هي عادة اكتسبتها من والدتها.. كل ليلة كانتا ترقيان سطح منزلهما القديم لترصدا تناقص هالل الشهر الكريم. تـتـجـادالن أحـيـانـًا حــول مـا إذا كـانـت بداية الصوم قد أعلنت بالخطأ.. أفــول رمــضــان أصـبـح مـقـرونـًا لديها بفكرة امليالد والوفاة.. «بروجيريا».. مـفـردة يونانية.. وتمتمت: «يا لإغريق إنهم يعرفون كل شيء».. شيخوخة مبكرة.. هكذا معناها رمضان. حبيب املسلمن.. تحيا بحضوره أنقاض القلوب الخامدة.. ولكنه.. شهر يشيخ طفال.. يحضر هــــالال.. ويـمـضـي سـريـعـًا هالال أيضًا. يولد بعد مخاٍض الرؤية املتعسر.. وعلى أعتاب نهاية الليلة التاسعة والعشرين.. يحتضر.. وقد يتوفى عندها. أو تـــكـــتـــب له حــــيــــاة جديدة ليلة أخرى. قــرأت عنها أشـجـان يومًا، كـمـا أطل.. القطري األصـيـل وليس املـسـتـورد، ليس مـن الـعـدل أن يدفع ثمن استيراد وتصدير ثمن بضائعكم وسلوكياتكم الفاسدة والعابثة. إن سباحة الشعبوين كماللي طهران، كعادتهم يسبحون خارج حدودهم للهروب من مشاكلهم الداخلية والحدودية لتعزيز دورهم الواهم وتطمن أتباعهم، إن غدا لناظره لقريب وما يفعلونه اليوم من أفعال طائشة غير سوية سيجنونها غدا بالتأكيد وبقوة أضعف ولكن ستكون من الداخل. البد أن تعوا جيدًا بأنه ليس هناك حوار أو تنازالت مع القصر واألحداث حتى بلوغهم لسن الرشد، يجب عليكم أن تعوا جيدا بأنكم مازلتم حتى تــاريــخــه تــحــت مـظـلـة دول تــحــالــف الــعــقــالء، ودون هـــذه املــظــلــة التي مازالت تتعامل معكم بأبوية ستتحول الدوحة إلى هافانا، سموه كما شئتم حـصـارًا أو قطعًا أو إحــالال لحبل الترسية البحري لجزيرتكم، نعلم بأن جزيرتكم وصلت لحدود الفرس، العبث عبثكم والخيار خياركم، وإن عدلتم تمسكوا جيدًا، فاألمواج ستكون عالية جدًا هناك في األيام املقبلة. واحدة.. ال أكثر.. جـــــاهـــــدت أشـــــجـــــان ورمــــــضــــــان» الــــتــــي مخيلتها. توضأت لصالة العشاء.. والقيام.. التقطت سجادتها من «صندوق كما تسميه.. سجادة بعينها. ال تصلي إال عليها.. وال تشعر بروحانية االبتهال إال.. عـنـدمـا تـمـطـر دمــوعــهــا عـلـى زغـــب صوفها األخضر. أنسام والدتها ما زالت تشمها كلما احتضن رأسها موضع السجود.. أطــيــاب تـمـأ الــركــن الـــذي اعــتــادت والدتها الصالة فيه كلما زارتها.. سجادتها.. هي كل ما تبقى من تقواها. عامان قاتمان مرا ثقيلن.. منذ توفيت توأم عمرها. ما زال طيفها بـرداء صالتها يركع ويسجد أمامها.. وكأن األرواح.. ال تغادرنا أصال. من جديد.. فكرة املوت ورمضان.. نسر يحلق فوق رأسها.. منذ وفاة أمها.. هي تعلم أنه شهر يبعث من رقدته كل عام. ويجيء إلينا مهيبًا كل مرة بحلته الزاهية.. ولكن املؤلم.. واليقن. أن أجساد األحبة إذا غادرتنا.. ال تعود. لـــتـــطـــرد فــــكــــرة «املـــــــوت ال تـــــبـــــارح مـــنـــذ عامن
العبادة»..