الدولة السعودية الرابعة

لقد مرت الدولة السعودية بعدة مراحل، كان لكل مرحلة رؤية خاصة بها تتناسب مع الزمن والوقت الذي سادت فيه، ولهذا السبب كانت السعودية ومازالت راسخة فــي وجـــدان شعبها الـــذي أحـبـهـا ملــا قـامـت بــه مــن إنــجــازات. الـسـعـوديـة فــي عهد املؤسس كان أول إنجاز لها بعد تحقيق الوحدة لهذا الكيان الراسخ والقوي، إنجازها املتمثل في االهتمام باإلنسان ورفاهيته، واقتصاد البالد والتعليم والصحة والتنمية. وقد عمل امللوك العظماء أبناء امللك املؤسس على التنمية والتطوير حتى غدت اململكة العربية السعودية من الـدول الرائدة في املنطقة بل وفي العالم فقد حافظت على منجزاتها والصمود والوقوف بثبات أمـام كل الصعاب، معتمدة بعد الله على جذورها العميقة والراسخة في وجدان شعبها. ولقد راهن املغرضون والكارهون والحاسدون على تفكك األسرة السعودية املالكة واملراهنة على اختالف اإلخوة وسعى البعض لترويج اإلشاعات ونشر الروايات املختلفة، وكانوا دائمًا يفشلون وتنفضح دعاياتهم ورواياتهم الكاذبة، حيث استمر االنتقال السلس للسلطة بكل هدوء وانسيابية بني اإلخوة، فكانوا جميعهم سندا يساند سندًا، وضربوا أجمل وأروع األمثال في الوفاء والشرف والحب وتقديم املصلحة العامة. لقد استشعر مـلـوك هــذه الـبـالد أهمية تسليم مقاليد الحكم والـقـيـادة ألحـفـاد املـؤسـس ألن املرحلة تتطلب ذلك وتستوجب إيجاد قيادات شابة تمسك مقاليد الحكم واإلدارة والقيادة وتتمتع بحيوية تستطيع التعامل مع عالم سريع التغيرات واإليـقـاعـات، وأن تكون قيادة عامودية متجددة وشابة محاطة برجال األسـرة املالكة الذين ساهموا في تأمني هذا البالد وفي استقرارها وازدهارها بعد الله. إن هذه الرؤية الصائبة في إعادة هيكلة الدولة وإيمان أصــحــاب الــقــرار بـهـا وتطبيقها، دلــيــل عـلـى الـحـيـويـة والـفـعـالـيـة الــقــادرة عـلـى الـتـعـامـل مع املستجدات، وسوف يكون لها أكبر األثر على التنمية واألمن الخارجي والداخلي واالقتصاد والسياسات الخارجية والداخلية، وتحقق نقلة نوعية ملزيد من النمو والتطوير وتجعلنا أمام تاريخ مجيد ومبشر بالخير والدخول في مرحلة جديدة تتمثل في الدولة الرابعة للمملكة العربية السعودية. إن هــذا االنـتـقـال السلس والــهــادئ للقيادة الشابة يـرسـل رسـائـل قـويـة وواضــحــة للخارج والداخل، ويكيد ويغيظ األعداء واملتربصني ويخيفهم ألنهم أصبحوا على يقني بأن قواعد اللعبة تغيرت، وأن التسامح والصبر لن يستطيعوا أن يستغلوه لنشر الفتنة. وسوف نرى تغيرا في سلوك األعداء كحكومة املاللي التي أذهلتها وبهرتها هذه الخطوة والنقلة النوعية فــي تــــداول الـسـلـطـة بـعـيـدًا عــن املـــؤامـــرات واالنــقــالبــات والتزوير والخداع، وستنقشع كل األوهـام واملفاهيم الغلط واملغلوطة التي لديهم عن مملكة الحزم والعزم واإلرادة والفعالية. لن يكون هناك رهـان على بطء أو تأخر القرار والفعل، وال على حكمة وحصافة وحنكة الـقـرار السعودي املستمد من تــراث عظيم وملوك سجلوا أسماءهم في التاريخ بمنجزاتهم الناطقة. هذا االنتقال سيجعل الجميع يدرك كيف تسير األمور في اململكة، ويفهم أنهم أمام دولة الحزم والعزم. إن حكمة خادم الحرمني الشريفني ورغبته في استقرار األوضاع وتكاتف وتآزر األسرة املالكة ووعيها لهذه املرحلة التي تمر فيها البالد جعل هذا القرار التاريخي ممكنًا، وخاصة أننا أمام مفترق من الطرق ثبت فيه ضـرورة ووجـوب التغيير لكافة الجوانب االقتصادية والتنموية واالجتماعية، وإعادة النظر في املفاهيم واملواريث الثقافية لكي نتماشى مع روح العصر حتى ال يتجاوزنا العصر الحديث. إن هـذا القرار التاريخي الـذي جـاء متماشيًا مع نبض الشارع العريض الذي يعي متطلبات املرحلة والعصر سيساهم في تأمني تطبيق الرؤية لعرابها األمير محمد بن سلمان وستتحقق بإذن الله كل اآلمال املعقودة بعزم وهمم الرجال والنساء واملخلصني كل في تخصصه ومكانه. سيشعر املواطن واملقيم بنتائج هذا القرار نظرًا لفعالية اإلدارة الشابة التي تستمد الحكمة والفطنة من نهى وحكمة اآلباء واملخلصني من أبناء الوطن.