قطر وقعت في مأزق.. ال بد أن تتحمل تبعاته لألبد
وصف باحثان الطريق الذي اتخذته القيادة القطرية بـ«الوعر»، إذ يؤكدون لـ«عكاظ» أن الدوحة يجب أن تتحمل تبعات املقاطعة مـن السعودية وحلفائها الخليجيني والعرب، التي قد تمتد لسنوات وستلحق الضرر بالقطريني على جميع األصعدة وليس فقط الصعيد السياسي. من جهته، أكد املتخصص في السياسة األمريكية وشؤون مجلس الـتـعـاون الخليجي والـشـرق األوســط الـدكـتـور زيــاد الـشـمـري، أن انشقاق القيادة القطرية عن الوحدة الخليجية سيدفع بقطر إلى الهاوية بشكل حتمي على جميع األصعدة؛ سواء على الصعيد السياسي أو االجتماعي أو االقـتـصـادي، مشيرًا إلــى أن قطر لم تـطـبـق شــعــار «خـلـيـجـنـا واحــــد» عـلـى أرض الـــواقـــع، بــل تمادت بتصرفاتها املشينة منذ سنوات تجاه دول الجوار واستمرت في ذلك حتى بعد انكشاف أمرها. ويـشـرح الشمري النتائج املترتبة، قائال «إن ذلـك اإلصـــرار على عدم التراجع ومواصلة التمرد على شروط السعودية واإلمارات والبحرين، لن يسبب الضرر ملنظومة مجلس التعاون الخليجي ولكن ستجبر قطر على تحمل خسائر فادحة بشتى األصعدة؛ بسبب تعنت القيادة القطرية واستمراراها في تنفيذ أجندات خارجية على الساحة السياسية». وأضاف أن سلوك قطر املشني سيضرب عمق االقتصاد القطري أوال وسيؤدي إلى خسارة رجال املال واألعمال ومن ثم هبوط دخل املواطن القطري كنتيجة حتمية لتدهور االقتصاد داخليًا ودوليًا. وزاد الشمري «أما على الصعيد االجتماعي، سيعزل الـشـعـب الــقــطــري عــن بـقـيـة املـجـتـمـعـات الخليجية التي تربطها بهم أواصر الدم واملصاهرة والنسب، واملـسـؤول األول واألخـيـر عن تلك التفرقة الجائرة هـــو تـــمـــرد قـــيـــادة قــطــر وخـــلـــق األزمــــــة الخليجية وتصعيدها»، مضيفًا أن العزلة السياسية وسوء الصيت دولـيـًا الرتباطها بــاإلرهــاب وتمويل أفـــراده وجماعاته ومؤسساته ستقصفان باملستقبل السياسي لدولة قطر بتسجيلها كداعم لإلرهاب، وستخسر بذلك عالقاتها الدولية مع فقدان ثقلها بالعالم العربي واإلسالمي. من جهتها، ترى الباحثة االجتماعية الدكتورة كوثر الخلف أن اململكة تسعى دوما إلى لحمة الصفوف العربية وتوحيد صفها، وأن املغزى من املقاطعة ليس دوله قطر بحد ذاتها، إنما املقصود مـن املقاطعة أمـــران؛ أولهما الحاضنة التي تحويها قطر داخل أراضيها من جماعات إرهابية كان ينبغي لحكومة قطر التخلي عنها والتوقف حاال عن دعمها وتموليها، وهو ما يعد خطرا ليس فقط على أمن قطر واملنطقة وإنما قد يعرض قطر إلـى تجريمها دوليا وجرها إلى محاكم األمم املتحدة. وتشير الخلف إلى أن األمر اآلخر املقصود به من املقاطعة هو لجم املرتزقة من اإلعالميني في قطر الـذيـن يسعون طــوال سـنـوات طويلة إلــى إحــداث خــروق في الـنـسـيـج الـسـيـاسـي لــلــدول املــجــاورة وتـقـسـيـمـات جغرافية؛ فـضـال عــن تجييش الــثــورات واالنــقــالبــات ضــد الحكومات باملنطقة، حيث صرحت ليبيا بضلوع قطريني في حوادث إرهابية على أرضها. وأضافت «أن ما تسعى إليه قطر هو حرفيا خلق منطقة مضطربة وغير مستقرة تشكل بيئة دولية وإقليمية متنازعة ومتناحرة، األمـر الـذي أدى إلـى عزلتها سياسيا واقتصاديا» تقول الخلف مستنكرة ظنون حكومة قطر: إن ما تفعله على الساحة سيقربها من تحقيق حلمها في السيطرة السياسية وليس فقط تحقيق الـسـيـطـرة املــاديــة، حـيـث تـفـاخـر قـطـر دومـــا بدخلها املـرتـفـع من عوائد البترول إال أن كل ذلك بعد املقاطعة سيتراجع بشكل حاد. وتشير الخلف إلـى أن ما يحبط قطر هو صغر مساحتها الذي تــرى حكومة قطر أنــه ال يـوائـم إمكاناتها املالية ومــا تملك من احتياطي خام وأيضا ال يالئم طموحها السياسي في أن يكون لها يد عليا في صنع القرار في املنطقة. وتوضح الخلف أن اإلعالم القطري يحاول جاهدا أن يـخـلـق لـلـشـعـب الــقــطــري ولــلــشــعــوب العاملية تــصــورا وهـــو أن قـطـر مــحــاصــرة، وهـــو تضليل للحقائق حيث إنه معروف دوليا أن هنالك فرقا بني املقاطعة واملحاصرة، وطبعا الهدف من ذلك الـتـظـلـيـل اإلعـــالمـــي هــو الــتــبــاكــي وشــحــذ عطف الشعوب األخرى.