متى سنحتفل بالعيد؟
عيد بأي حال عدت يا عيد.. بما مضى أم ألمر فيك تجديد، قصيدة عصماء للمتنبي يهجو بها كافور، ولكن هذا البيت يعبر عن حال األمتني اإلسالمية والعربية، وكأني باملتنبي، استشرف املستقبل ألنه لو كان حيًا بيننا ربما ما افتتح قصيدته عن حالنا إال بهذا البيت وربما زاد، نعم ها هو العيد يطل علينا والدموع تفيض من مآقي النساء والصبيان بل والرجال األشداء ناهيك عن املستضعفني منهم، وما يؤلم أن الدموع غلبت ابتسامات العيد بل اغتالتها، ال عن قصد ولكن هي تعبير تلقائي كقصة بانورامية تحكي مآسي الـعـاملـني الـعـربـي واإلســالمــي، أي عيد هـــذا! نعيد مــن ؟ هــل اإلخوة فــي ســوريــة الــذيــن أنـهـكـتـهـم الـــحـــروب الــظــاملــة مــن الــطــاغــيــة بشار وأعــوانــه املـجـرمـني الـكـبـار والـصـغـار، الـكـبـار فـي أذيـتـهـم وأدواتهم املدمرة والصغار في ضمائرهم وهم الثالثي املتكبر املتجبر ألنهم نزعت منهم أبسط معايير اإلنسانية، فالروس واإليرانيون وحزب إبليس ال يعيدون إال بالقنابل الحارقة والصواريخ املـدمـرة، وإذا هناك فرصة فهم «يحلون» بالكيماوي ويستمتعون بالفرجة على الضحايا ويستعذبون اغتصاب النساء واستعبادهم وكسر ظهر الرجال بتلك األفعال التي يخجل منها الشيطان، ألنهم تشيطنوا وتـأبـلـسـوا أكـثـر مـنـه، قمعا بـالـكـوم دون تـفـرقـة، فـمـع الـشـيـطـان لك الخيار تسير في ركابه وترتكب الذنوب واملعاصي أو ترفض ذلك، لك الحرية، ولك االختيار أما معهم من يقول للغولة «عينك حمراء» وخـاصـة أن العالم نـام على وســادة الــروس الــذي حلق بـاملـوس كل فـرص السالم وانتصار الخير على الشر، أم نعيد أهلنا وإخواننا في اليمن طبعا ال مجال فالفاسد والحوثيون حزموا أمرهم، فليمت كل الشعب اليمني ان ما هو بغدرهم وغطرستهم وعدم انصياعها للحق فبالكوليرا ومــن لــم يـمـت بالسيف مــات بــاملــرض، هـكـذا هم «نفسي ومن بعدي الطوفان». وكيف نعيد او نتعيد وهنا وهناك مناوشات بالعراق والبحرين ومصر من فئات ضالة، تريد أن تقض مضاجع اآلمنني، وتطل في ذلك املشهد الكئيب فئة ضئيلة محدودة ضالة لم تقرأ التاريخ جيدا من أبناء هذا الوطن ومن أقام على أرضه متقلبا في نعمه فساروا في طريق الغي ينفذون أجندة ال تخدم إال األعداء مع أنهم تربوا في عوائل مساملة تنبذ العنف وتعلم كما هو جميل هذا الوطن بأرضه وسمائه وشعبه وحكامه الطيبني الذين ال يبغون إال الخير لهذا الوطن وأهله، لقد تعب السالم الذي لم يعد لـه ذكــر وال فـي األحـــالم، وبـعـد هـل يخجل هــؤالء الـقـوم هـل تخجل األمم املتحدة بل أال يستحي مجلس األمن وسادته الكبار في السالح والحرب والظلم وقليلو الخير في السالم والحرية، يا عيد نعتذر لك فما عاد لك لزوم يعني «بح» وال ندري هل نراك في ذات يوم من األيام أو أصبحت علينا حلما وحراما ووهما من األوهـام، إن أبلغ الكالم في هذا املقام سيداتي سادتي ويــا حضرات املستشارين
الكرام «على العيد والدنيا السالم».