ضوء في آخر النفق؟
يمثل إعالن وزير الخارجية األمريكي ريــكــس تـيـلـرسـون أمـــس أن قـطـر بدأت تدرس بجدية املطالب التي تقدمت بها السعودية واإلمارات والبحرين ومصر، واعتبرتها شرطًا الستئناف العالقات الـدبـلـومـاسـيـة مـعـهـا، بـعـد قطعها في 5 يــونــيــو الــــجــــاري، بــصــيــص أمــــل في أن تــعــود الــقــيــادة الـقـطـريـة إلـــى جادة الصواب، بعدما تضاربت تصريحات مسؤوليها بشأن إمكان مراجعة النفس، واالحتكام للمنطق السليم الذي يحتم بقاء البيت الخليجي موحدًا في وجه اإلرهــاب، ومشاريع الهيمنة اإليرانية. وإذا أفــضــت تــلــك الــــدراســــة/ املراجعة كــمــا ســمــاهــا تــيــلــرســون إلـــى استعداد لـالسـتـجـابـة مــن جــانــب قــطــر، فــإن ذلك سيشرع بابًا لحوار يضمن حل األزمة داخل البيت الخليجي، من دون حاجة إلى تدويل، واستنصار بدول من خارج املـنـطـقـة. وال بــد مــن الــقــول إن املطالب الخليجية تخلو مـن عنصر التعجيز واملــغــاالة، ألن الـعـنـوان الرئيسي لتلك املــطــالــب: وقــف دعــم اإلرهـــــاب، وحجب تــمــويــلــه، والــــتــــزام املـــوقـــف الخليجي املــعــروف مــن الـتـدخـالت اإليــرانــيــة. أما املــطــالــب األخـــــرى فــهــي تـــنـــدرج بشكل أو آخـــر تــحــت تــلــك الــبــنــود األساسية. والــــواقــــع أن الــتــحــديــني املــتــمــثــلــني في اإلرهاب والتدخالت اإليرانية، أضحيا يشكالن تهديدًا وجوديًا لدول الخليج، خـــصـــوصـــًا الــــســــعــــوديــــة الــــتــــي تعتز وتـتـشـرف بـخـدمـة مـقـدسـات املسلمني، ورفـــــــع رايـــــــة قـــضـــايـــا األمـــــــة العربية واإلســــالمــــيــــة، والـــقـــيـــام بــــــدور حيوي الســتــقــرار أســـــواق الــنــفــط واالقتصاد العاملي.