أبي وقطر وكاسياس

بينما كـنـت منهمكًا فــي قــــراءة الـكـتـب وتـصـفـح بـعـض السير التاريخية اإلسامية املشرفة عندما كنا قوة واحدة، عندما كنا يدًا واحـدة معتصمني اًبحبل الله ال نخون وال نخان؛ وإذ بأبي يستوقفني قليا عن هـذه الـقـراءة ويحادثني بنبرة غاضبة حزينة، ملاذا ال تكتب عن ما فعلته الحكومة القطرية بنا!؟ ملاذا ال تخبر الحكومة القطرية أن الحكومة اإليرانية مهما فتحت مجاالتها أمامها فإنها لن تتوانى عن االبتعاد عنها في أول خطر يمر بها ولن تبالي!؟ ملــاذا ال تخبر حكومة قطر أن أجـدادهـم ألحقوا الهزيمة النكراء بالجنود العثمانيني وطـردوهـم في عـام 189٣ ميادي في معركة «الوجبة» واآلن يستجدون بهم!؟ ملـــــاذا ال تــخــبــر الــعــالــم خيانتها!؟ ملــاذا ال تخبر العالم أجمع أننا والعالم العربي واإلسـامـي أصبحنا قوة واحدة متحدة ال يشوبنا شائب!؟ ثم هدأ روعه وسكن غضبه وأطرق قليا بنظرات حزينة ورحل، تاركًا أثرًا كبيرًا في نفسي من هـذه الكلمات الرنانة النابعة من فــؤاد متشبع بحب أجــمــع أن الــحــكــومــة الــســعــوديــة ال أحــــد يستطيع الوطن، ففي تلك األسئلة ألـف خطاب وخطاب، رســاالت تخفق حبًا وخوفًا من الشتات العربي. ال أستطيع ان أزيد أو أعيد على حديثك يا «أبي». الجميع يعلم أن «لــو» تأخر التدخل الـسـعـودي املصري اإلماراتي البحريني في قطع العاقات وإشعار الحكومة القطرية بالخطر الــذي تمارسه وتنتهك بـه حـق الجوار لحدث ما ال تحمد عقباه. املـؤلـم بـاألمـر تخبط الحكومة القطرية واستجداؤها للعالم ووصفها للمقاطعة بـ«الحصار»، عبر وسائلها اإلعامية وصب أموالها الستجداء الاعبني كـ«تشافي» عبر مقاطع الفيديو وحارس ريال مدريد السابق «كاسياس» عبر منصة «تويتر» لدعوة الشعوب بالضغط على الــدول املقاطعة لفك الحصار على حـد قولهم، مـن املـؤسـف أن هذين الاعبني أصبحا داعمني لتمويل اإلرهاب بهذه الدعوات، فلتعلم الحكومة القطرية أن هذه سياسات دول وليست مرميني متقابلني وكرة باملنتصف. إلـى «الشعب» القطري العزيز أنتم أهلنا ونحن أهلكم فما نكنه من حب لكم ال ضير فيه.