بأية حال عدت يا عيد؟
العيد تتويج ملرور عام كامل من الحياة والعمل، وتعبير عن الفرح بــاإلنــجــاز، ومــن لــم ينجز لــن يشعر بـالـفـرح الحقيقي! وتكون مشاركته فرح اآلخرين ظاهرية وفي داخله يعتصر أملًا، وشهر رمضان مناسبة سنوية عظيمة، تعبدية بالصيام عن الطعام مـن الفجر وحـتـى غــروب الشمس، حيث فـرحـة اإلفــطــار، ومع حلول عيد الفطر تمتلئ النفس بالحبور حيث نرى الجميع منشغلني باالستعداد ألداء صاة العيد، سواء فى «املشهد» حيث األرض الفضاء، أو في الجامع القريب، وبعد أداء الصاة واالستماع للخطبة، يتبادلون التهاني، ويـتـزاورون، ويكتمل جمال العيد بتوزيع العيديات للصغار، وإهداء املحتاجني بما تجود به النفس، وكذلك العمال ومن فى حكمهم. واألهم بعد هذا الشهر الكريم أن نستمر بنفس الروح اإليمانية، فأشهر السنة الباقية هي امتداد لحياة اإلنسان، يكمل بها عامًا من عمره املحدود، الذي مهما طال لن يتعدى سنني عددًا، والعاقل هو من اكتسب من شهر الصيام ما يعينه على قضاء بقية السنة بنفس الروح اإليمانية باملحافظة على أداء الصلوات في أوقاتها والقيام بأعمال وظيفته أو عمله أو حرفته أو مهنته بكل إخــاص وإتــقــان، والتمسك بالقيم واألخاق، وملء الوقت في ما هو مفيد، وإحسان تربية األبناء. األمة اإلسامية وشبابها بأمس الحاجة إلى التفرغ لاطاع والـدراسـة واالبتكار واالخـتـراع والنبوغ والتصنيع في كافة مــجــاالت الـتـقـنـيـة واملــيــكــانــيــكــا، بــعــد أن أصـبـحـنـا مجتمعات استهاكية نستورد كل شـيء، بل أصبحنا نعتمد على غيرنا في تنفيذ حاجياتنا، خصوصا الحرفية منها، رغم أننا تعلمنا أن األنبياء اشتغلوا في النجارة والحدادة والبناء وغيرها، ولم تأت ثقافة «العيب» التي تسببت في عزوفنا عن كافة املهن والحرف إال نتيجة تركنا للقراءة واالطاع والفهم الصحيح.