قطر وإنتاج اإلرهاب

أصــبــحــت قــطــر وطــنــا بـــا نــكــهــة، يـسـتـوطـنـه مـجـمـوعـة مــن اللصوص و«املــنــفــعــجــيــة»، ولــــم يــكــن ذلــــك ولــيــد الـــصـــدفـــة، بـــل أتــــى بــفــعــل غياب السياسات الواضحة في ذهنية حمد وابنه تميم، اللذين تناوبا على حكم دولة قطر ألكثر من اثنني وعشرين عاما، أي منذ انقاب حمد على أبيه وانتزاع السلطة منه بالقوة، في واقعة استنكرها أبناء قطر قبل غيرهم وقتها، منذ تلك اللحظة التاريخية تـم تفريغ قطر بالتدريج من عمقها الخليجي العربي، وإحال أيديولوجيات دخيلة ذات ميول (عدائية – إقصائية – توسعية) ومـن ثم تمكينها من مفاصل الدولة وعقليتها السياسية، هذه األيديولوجية الدخيلة أغرقت قطر في متاعب جمة، فبدل أن تعمل الحكومة القطرية من أجل قطر؛ تم تأجير األراضي الوطنية لحفنة من اإلرهابيني الحاقدين؛ لهدم أوطان اآلخرين. ال يــوجــد تـفـسـيـر لــهــذه الــحــالــة الـسـيـاسـيـة لـحـمـد وابــنــه تــمــيــم، إال أن صاحبيها يعانيان من عقدة النقص، أو لديهما حساسية مفرطة تجاه نجاحات اآلخــريــن، أحــد املفكرين يقول تعليقا على هــذه النقطة: «ما تفعله قطر ال يمكن تسميته بأي حال من األحوال بسياسة، بل هو «لعب عيال». إن املــرض النفسي الــذي يعانيه حمد وابنه تميم، يجعلهما يتخذان قــرارات مصيرية خاطئة بشكل متكرر، لهذا نشاهدهم في هذا الظرف التاريخي الحساس، يضعون الشعب القطري ومقدرات قطر ككل تحت املقصلة، من أجل الدفاع عن حفنة من اإلرهابيني الفارين من العدالة، بتوفيرهم مـــاذا آمــنــا، ومـنـصـات إعـامـيـة وسياسية وعسكرية لتلك العصابة، بل اتخذت الحكومة القطرية قرارها قبل أيام قليلة بصرف املزيد من األمـوال الستئجار شركات أجنبية، ملحاولة إنجاح قراراتهم الخاطئة، وإضافة الشرعية عليها، بدال من تصحيح املسار، ومساعدة أشقائهم في دول الخليج املحيطة بهم للنهوض باملنطقة وتنظيفها من حفنة اإلرهابيني الذين يحاولون زعزعة أمنها واستقرارها. اسـتـمـرار «الـبـربـسـة السياسية» إن صــح التعبير للحكومة القطرية، يضعف موقفها املتهالك فـي األصـــل، بـل ويعجل فـي سقوطها، بفعل داخــلــي، ولــيــس خــارجــيــا كـمـا يـظـن الــبــعــض، لــم يـكـن هـــذا فـقـط رأيي الشخصي، بل رأي أغلب املحللني السياسيني املحايدين املهتمني

بالشأن الخليجي.