«السعوديفوبيا»
لم أكن أعرف أو أصدق بأن هناك خوفا مرضيا وهميا من السعودية، حتى رأيت الحالة القطرية. هذه الحالة التي تعاني من هذه الفوبيا، رفعت الغطاء عن ذاتها وما تعانيه من هذا الخوف أمام كل العالم دون مواربة، فما كادت تعلن عن تصريحات، تعتقد أنها من قبل ومن بعد «سيادية» حتى أصابها االرتــبــاك ومستها هــذه الـحـالـة «السعوديفوبيا» بعنف لتنكر مـا أعلنته وتدعي أن هذا لم يكن ليحدث لوال اختراق خارجي حصل ملوقع وكالة األنباء الرسمية للدولة، وأن ذلك تم بغير إرادتها، مع العلم أنه بعد أن هدأت قليا من ذلك الرهاب «السعوديفوبي» عادت لتصرح بذات الكام حول الخوف على «سيادتها» و«الوصاية» السعودية عليها وعاقاتها الخارجية، املضر بعضها بالتعاون والوحدة الخليجية والعربية املشتركة. من هذه الحالة القطرية، توقعت أنه ربما تكون «السعوديفوبيا» قد أصابت أكثر من دولـة، وبـدأت أفسر العديد من األحـداث الغامضة في املنطقة وفق هذا السياق. وباملناسبة فـ«السعوديفوبيا» هي حالة مرضية غير عقانية ينتج عنها رعب وشك وخوف بعض الدول واألنظمة وربما األفراد من املارد السعودي الــعــمــاق جــغــرافــيــا وثــقــافــيــا واقــتــصــاديــا، وتـــوقـــع أهـــــداف غــيــر حقيقية للسياسات السعودية والعاقات مع هذه الدول. وإذا مــا تأصلت «الـسـعـوديـفـوبـيـا» فــي دولـــة أو نـظـام مــا، كما فــي الحالة القطرية الراهنة، فا يمكن الخاص منها إال بالعاج، ألنها حالة وهمية تشل التفكير وال تصدق أبدا إال ما يؤكدها مهما كانت الحقائق والدالئل التي تشير إلى عكس ذلك. وحتى تتمكن األنظمة والــدول املصابة بهذا املـرض النفسي من التخلص منه فا أعتقد أننا بحاجة ملعجزة، بل األمر أبسط من ذلك، فقراء ة الواقع هو العاج وال شيء أصدق من الواقع. فالواقع يثبت أن السعودية لم يكن لها أي مطمع وليست بحاجة إلى أي دعم مـادي أو توسع جغرافي، فلديها ما يكفي ويفيض، كما أن اململكة تعطي أكثر مما تأخذ عند تدخلها اإليجابي في شأن ما، فكم خسرت وتخسر في تدخاتها اإليجابية والحاسمة، كما في استرداد الكويت ووحدة البحرين والتئام لبنان واستقرار مصر وشرعية اليمن ووحدته، وغير ذلك من الدعم الامحدود لوحدة الصف الخليجي والعربي واإلسامي واستقرار األمن
والسام العاملي. * جامعة امللك خالد - أبها