مرحلة اليأس

من الواضح أن داعمي اإلرهــاب ورعاته بلغوا مرحلة اليأس مـن تحقيق أهـدافـهـم الـشـريـرة، فـصـاروا يتخبطون بـال وعي وال فكر. فبعد أن فقدوا األمـل في بلوغ غاياتهم اتجهوا إلى استهداف األماكن املقدسة في الشهر الحرام. في رمضان املاضي حاولوا استهداف الحرم النبوي الشريف وهـــا هــم هـــذا الــعــام يـسـتـهـدفـون بــيــت الــلــه الـــحـــرام فــي شهر رمضان املبارك. جاءوا ينوون الشر والبغي لزوار البيت العتيق، ولوال رحمة الــلــه ثــم يـقـظـة األمــــن لــربــمــا وقــعــت كــارثــة فــي الــحــرم وذهب ضحيتها أبرياء ال ذنب لهم. مــن يــجــرؤ عــلــى اســتــهــداف الـــحـــرم؟ إنـــه ال يـفـعـل ذلـــك سوى مجنون ال عقل له وال ديـن وال قيم وال ضمير، ال شـيء البتة سوى البالدة والغباء، يقودها املحرضون واملمولون من ذوي الحقد األسود والعداء املكني. إن استهداف األماكن املقدسة واألزمنة املحرمة وترويع آمني البيت الحرام، جرائم ال يمكن أن يقدم عليها من لديه ذرة من العقل والـفـهـم لـلـديـن، فانتهاك حـرمـة املــكــان وحــرمــة الزمان لترويع املعتمرين والطائفني والعاكفني والركع السجود، هي من الظلم والبغي الذي ال يرضاه الله سبحانه، وقد أنذر من يفعل ذلك بعذاب أليم، «إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله واملسجد الحرام الـذي جعلناه للناس سـواء العاكف فيه والباد، ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم». إن الله سبحانه أراد لبيته أن يكون أمنا وسالما على عباده: «يـا أيها الذين آمنوا ال تحلوا شعائر الله وال الشهر الحرام وال الهدي وال القالئد وال آمني البيت الحرام يبتغون فضال من ربهم ورضوانا»، «وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا»، «من دخله كان آمنا». لكن هؤالء الظاملني الذين استأجرهم البغاة لتنفيذ خططهم، بلغ بهم الجهل والغباء أنهم ال يدركون أنهم يحاربون الله ويعصون أمره ويسعون إلى خراب بيته وترويع عباده. والـلـه سبحانه بالغ أمــره، حافظ لبيته، فليموتوا بغيظهم أولــئــك الــذيــن يـمـولـون اإلرهــــاب ويـوظـفـون املـجـرمـني لتنفيذ جرائمهم. حفظ الـلـه بــالدنـا مـن شـر األشــــرار، وأدام علينا نعمة األمن والــســالم، وهــدى الـلـه شـبـاب املسلمني الـضـالـني فـي كـل مكان وردهــــم إلــيــه ردا جـمـيـال، لـيـكـونـوا صـــورة نـاصـعـة البياض لإلسالم ال صورة سوداء كالحة.