«أونروا» تعّري املتاجرين بقضية فلسطني
لطاملا كانت القضية الفلسطينية شعارًا ينزوي خلفه طيف املتنفعني والوصوليني، ممن استمرأوا استغالل الــعــواطــف والـــظـــروف اإلنــســانــيــة، بـاملـشـي عـلـى حبال االنتهازية والرقص بأطوار االستغالل والكذب. فعلى مدى سنوات طويلة كان فيها الوجع الفلسطيني يــشــق صــــدور الـــعـــرب حــزنــًا وحـــســـرة، مـــا انــفــك أولئك االنــتــهــازيــون يحيكون الـبـكـائـيـات الــكــاذبــة ويكتبون الخطب الفضفاضة لتأجيج األحقاد والظهور بمظاهر األبـطـال، فأضحت قضية فلسطني بالنسبة لهم حجر الـــدومـــيـــنـــو الــــــذي يــتــالعــبــون بـــه ويـــحـــركـــونـــه كيفما تمليه املصالح وتسيره األهـــواء، دون اعتبار حقيقي للفلسطينيني وقضيتهم. فبينما أماط تقرير أممي اللثام عن وجوه الدول الداعمة فعليًا لهذه القضية والتي تصدرتها عربيًا السعودية ثم اإلمارات فالكويت، لم تكن دول أخرى خارج القائمة لـتـتـورع جــهــارًا نــهــارًا فــي املـتـاجـرة بالقضية وترديد شعاراتها على نحو يفيض نفاقًا وكذبًا، يزداد سخونة وضجيجًا كلما اشتد عليها خناق أو حاقت بها أزمة أو حاصرتها فضيحة. أسـقـط التقرير الرسمى الذي صدر عن األمـم املتحدة (أونــروا) أخيرًا، زيف ادعاءات دول عـــدة لـطـاملـا تـشـدقـت بــدعــم فـلـسـطـني، حــني كشف عبر قائمة الــدول والهيئات الـــ02 األكثر دعمًا للشعب الفلسطينى عام ،2016 عن خلوها من أسماء دول مثل قطر وإيران. بينما تصدرت القائمة من املنطقة السعودية واإلمارات والكويت، إضافة إلى الواليات املتحدة ودول االتحاد األوروبــى، لتعري املتشدقني بالدعم لفلسطني والدفاع عــنــهــا. وكــشــفــت األرقــــــام لــلــعــام الــثــانــى عــلــى التوالى، زيــف شـعـارات قطر وإيـــران وبـشـأن دعــم الفلسطينيني وقضيتهم، األمــر الــذي يعري مواقفهم ونفاقهم على عكس دول الخليج األخرى التي قدمت الدعم الحقيقي ولم تهادن في قضية فلسطني أو تساوم عليها بعالقات مشبوهة مع الكيان الصهيوني املحتل أو تتاجر بها على منابر اإلعــــالم. ولـطـاملـا ظلت حـكـومـات ووسائل اإلعالم القطرية واإليرانية، تقلل جهود الدول العربية إزاء قضية فلسطني وتتبنى رؤيـــة تستهدف تشويه الــدعــم الـكـبـيـر الـــذي تـقـدمـه لـصـالـح تجميل مواقفها والظهور بمظهر قوي على نقيض واقعهم املتخاذل. وأشـــــــار تــقــريــر (أونــــــــــــروا) إلـــــى أن الـــســـعـــوديـــة كانت أكــبــر املـانـحـني الــعــرب والــثــالــث عـاملـيـًا بـإجـمـالـي منح ومساعدات تصل إلى 148 مليون دوالر، بينما وصلت املنح اإلماراتية إلى نحو 17 مليون دوالر، وال تختلف أرقـــام عــام 2015 عـن ذلــك، إذ بلغت املنح واملساعدات السعودية 96 مليون دوالر، واملنح واملساعدات الكويتية 32 مليون دوالر، واإلماراتية نحو 17 مليون دوالر. األمــــر الــــذي يــدفــع بـــضـــرورة وعـــي الفلسطينيني قبل غـيـرهـم، بـمـن يـتـاجـر بقضيتهم ومــن يدعمهم فعليًا باملال واملواقف السياسية واإلنسانية.