حكومة قطر جنت على شعبها

مــع انــتــهــاء املــهــلــة املــمــنــوحــة لـقـطـر لــيــل أمـــس (األحــــــد)، واستمرارها رفض قائمة املطالب التي وضعتها الدول األربع الخليجية والعربية (الـسـعـوديـة والـبـحـريـن واإلمــــارات ومــصــر)، يـكـون الـنـظـام الـقـطـري قد جنى على شعبه، وأمعن نظام تميم في تعنته، وأرســل رسالة للعالم مــفــادهــا أن قــطــر ال تــرغــب فــي الـــعـــودة لـلـحـضـن الـخـلـيـجـي، ومصرة على دعـم النظام اإليـرانـي والتنظيمات اإلرهابية وتمويلها، ضاربة بعرض الحائط االتـفـاقـات والـوسـاطـة الكويتية، التي سلمت املطالب التي تضمنت إغالق قناة الجزيرة، قطع العالقات مع إيـران وطرد أي عنصر من الحرس الثوري اإليراني موجود على أراضيها، واالمتناع عن ممارسة أي نشاط تجاري يتعارض مع العقوبات األمريكية على طهران، وإغالق القاعدة العسكرية التركية في قطر وإيقاف أي تعاون عسكري مع أنقرة، وقطع عالقات قطر باإلخوان املسلمني ومجموعات أخرى منها حزب الله وتنظيم القاعدة وتنظيم داعش، إضافة إلى نقاط أخرى. وزيــر الخارجية القطري محمد بـن عبدالرحمن آل ثاني الــذي جاهر باإلجرام وأمعن في توريط الشعب القطري األصيل في دوامة العنف، أكد رفض الدوحة لقائمة املطالب العربية والخليجية، وزعم أن الغرض من املطالب التي قدمتها دول املقاطعة هو «فرض آلية رقابة على قطر»، وهــو بذلك يضع قطر فـي دائــرة االتـهـام بمعنى «كــاد املـريـب أن يقول خذوني»، ألن دول الخليج لم تفكر في أي يوم أن تضع آلية رقابة على قطر، التي فرضت على نفسها املقاطعة بسبب ارتمائها في الحضن اإلرهــابــي والــفــارســي ودعـمـهـا املـعـلـن للتنظيمات اإلرهــابــيــة. من جهته، وزير الخارجية السعودي عادل الجبير رد بشكل قاطع على هــذه التصريحات عندما قــال إن أي دولــة فـي العالم ال يمكن أن تقبل بمبدأ تمويل املنظمات واملجموعات املـتـطـرفـة، إذ ال يمكن الـقـبـول بـدفـع املـبـالـغ الطائلة كـفـديـة ملـجـمـوعـات إرهــابــيــة كتنظيمي القاعدة وداعــش، كما ال يمكن القبول بـأن تدفع قطر 300 مــلــيــون دوالر ملــيــلــيــشــيــات شيعية فـي الــعــراق، إذ يـرجـح أن يصل معظم هـذا املبلغ إلـى أيــدي فيلق القدس اإليراني. وبالنسبة للقناة اإلرهابية املعروفة باسم الجزيرة، زعم وزير الخارجية الـــــــقـــــــطـــــــري في تصريحاته الـــــــــتـــــــــي أدلــــى بــهــا أمـــس األول أن الــقــنــاة «املــشــبــوهــة» تـمـثـل مـنـصـة للحرية والــــرأي اآلخــــر، وهــو يــحــاول أن ينسى أو يـتـنـاسـى أن هـــذه القناة اإلرهــابــيــة لعبت دورا مهما فــي الــهــدم والـتـدمـيـر والــتــأمــر ضد الدول الخليجية والعربية واإلسالمية، وأصبحت بوقا للنظام اإليـرانـي والتنظيمات اإلرهابية كما ادعــى استعداد قطر للحوار بشرط أال تنتهك سيادتها. ونقول له من انتهك سيادة قطر؟ ومـن جعل األرض القطرية مستباحة من قبل التنظيمات اإلرهابية؟ الجواب «النظام الــقــطــري الـــــذي حــــول األرض الــقــطــريــة إلى مستنقع لإلرهاب». ويــبــدو أنـــه لــم يــعــد يـنـفـع الــكــالم مع الــنــظــام الــقــطــري الـعـنـيـد وستبدأ الـــــــــــــدول األربـــــــــــــع فــــــي اتــــخــــاذ إجــــــــــــــــــــــــراءات وعــــــقــــــوبــــــات اقتصادية جديدة على الـــــنـــــظـــــام القطري الــذي جنى على شعبه.