مسدود.. مسدود.. مسدود
افتقد النظام القطري الحد األدنى من الحكمة وبعد النظر للتعامل مع األزمة التي تسبب فيها مع الدول األربع الداعية ملكافحة اإلرهـاب، خصوصا بعد انكشاف مؤامراته وإماطة اللثام عن دعمه للتنظيمات اإلرهابية وتمويلها والتخطيط ضد الدول الخليجية والعربية واإلسالمية مع النظام الطائفي اإليراني. غاب العقل القطري ودخل نظام الدوحة في غيبوبة العظمة وارتهن لرعونة األفـعـال وعنجهية الــرد وتـزويـر الحقائق، ضـاربـا بعرض الحائط مصير الشعب القطري العربي األصيل الذي يدفع ثمن مراهقاته وانتحاره السياسي. الــدول األربــع الداعية ملكافحة اإلرهــاب في بيانها الثاني الـذي صدر أمس األول، وضعت النقاط على الحروف، عندما أبدت استغرابها الشديد لرفض الحكومة القطرية غير املــبــرر لقائمة املـطـالـب املـشـروعـة واملنطقية والتي تـهـدف إلــى مـحـاربـة اإلرهـــاب ومـنـع احتضانه وتـمـويـلـه. وجـــاءت تأكيدات البيان الرباعي أن ما ورد في البند الثاني عشر من القائمة الذي نص على أن: «كل هذه الطلبات تتم املوافقة عليها خالل 10 أيام من تاريخ تقديمها وإال تعتبر الغـيـة» كمؤشر واضــح على أن املـطـالـب الشرعية لـلـدول األربع تعتبر في حكم امللغية، وأن عقوبات غليظة وإجــراءات قاسية في الطريق، إذ أشار البيان إلى أن الـدول األربـع ستتخذ اإلجــراءات والتدابير السياسية واالقتصادية والقانونية في الوقت املناسب، بما يحفظ حقوقها وأمنها وحماية مصالحها من سياسة الحكومة القطرية العدائية. وبعد، فإن الرد السلبي القطري على املطالب الشرعية يعكس مدى ارتباطها بالتنظيمات اإلرهـابـيـة واسـتـمـرارهـا فـي السعي لتخريب وتقويض األمن واالستقرار في الخليج واملنطقة وتعمد اإلضــرار بمصالح شعوب املنطقة بما فيها الشعب القطري. وعليه، فإن هذا الرد القطري لم يفشل فقط كل املساعي والجهود الدبلوماسية لحل األزمة فحسب، بل ورفضها ألي تسويات، ما يعكس نيتها على مواصلة سياستها الهادفة لزعزعة استقرار وأمن املنطقة. الــنــظــام الــقــطــري انــجــرف وارتــمــى وراء الــنــظــام الــفــارســي اإليـــرانـــي، ونسي أو تناسى محيطه الخليجي العربي األصـيـل وانـعـدمـت الحكمة واللباقة واحترام املبادئ الدبلوماسية، بعدما سربت الدوحة قائمة املطالب بهدف إفشال جهود الكويت وإعــادة األزمـة إلى نقطة البداية، في استهتار واضح بكل األعـراف الدبلوماسية التي تستوجب احترام دور الوسيط والـرد عليه ضمن السياقات املتعارف عليها وليس عبر وسائل اإلعـالم. هذه األساليب الرخيصة تعكس مدى اهتراء وطفولية النظام القطري في احترام القواعد والقوانني الدولية. وعندما تشدد الدول األربع على أن الشعب القطري جزء أصيل من املنظومة الخليجية والعربية وأن اإلجــراءات التي اتخذتها موجهة للنظام القطري لتصحيح مساره الساعي إلى تفتيت منظومة مجلس التعاون، فإنها ترسل رسالة مباشرة مفادها أن هذه الدول تحترم وتقدر الشعب القطري وتشعر بمعاناته التي تسبب بها نظامه الحاكم الـذي وضـع مصالحه وحساباته الشخصية فوق مصالح شعبه األصيل. ومن هنا فإن املرحلة القادمة ستشهد مزيدا من الضغوط السياسية واالقتصادية على تميم قطر الذي لم يبق ولم يذر، إلجباره على تغيير سياساته ورفضه لإلرهاب ووقف تمويله والرضوخ للمبادئ التي أعلنتها الدول الداعية ملكافحة االرهاب. ويـضـع التعنت الـقـطـري الــدوحــة أمـــام طـريـق مــســدود، بـعـد أن ضيعت كل فرص املصالحة ورفضت املطالب الـ31، ولم يبق أمام الدوحة سوى املكابرة واملــضــي قـدمـًا إلطــالــة أمــد املـقـاطـعـة، أو الــرجــوع إلــى جيرانها الخليجيني ومحيطها العربي.