النصر.. «وين املاليني؟»

في نادي النصر ال شيء يبهج، بل إن خيبة أمل كبيرة تجتاح جماهير الـنـادي بعد التعثر الـواضـح في أداء اإلدارة منذ بدء االستعدادات للموسم الجديد وحتى اآلن؛ إذ تكشفت التحركات اإلداريـــة الثقيلة والبطيئة وشبه «املشلولة» عـن مشكلة مالية حقيقية تعاني منها إدارة النادي منذ املوسم املاضي. وبــدا واضحا أن رئيس النصر األمير فيصل بن تركي عاجز بالفعل عــن حلحلة األزمـــة املـالـيـة الـخـانـقـة الـتـي تـعـانـي منها إدارتـــــــه، وأنــــه لـــم يـسـتـطـع تــأمــني مـــصـــادر دخـــل ودعــــم جديدة للنادي، ورغم أن إعالميني مقربني من إدارته تحدثوا عن رصد رئيس الـنـادي نحو 50 مليونا مقدمة منه شخصيا هــذا عدا اإليــرادات املستحقة للنادي، إال أن األيـام مضت سريعا دون أن يظهر شــيء مـن هــذه املــاليــني؛ وهــذا مـا جعل بعض الجماهير تتساءل بمرارة «وين املاليني؟» وتضع الشكوك حول حقيقة ما وعد به رئيس النادي، وهل كان مجرد تهيئة لهذه الجماهير لتقبل فكرة استمرار الرئيس وتراجعه عن االستقالة! ومـمـا يـزيـد الــوضــع فــي نـــادي الـنـصـر قـتـامـة وغـمـوضـا هــو أن العبي الفريق الكروي أكملوا 11 شهرا دون أن يحصلوا على رواتبهم، وهذا مؤشر خطير على حجم األزمة املالية التي تلقي بظالل قاتمة على مستقبل الفريق في املوسم الجديد، هذا عدا القضايا املنظورة محليا ودوليا ووصلت فيها املطالبات رقما مخيفا جدا. الحقيقة أن ما يحدث في نادي النصر محزن ومؤلم جدا، ومن الواضح أن األمير فيصل بن تركي أخطأ في الحسابات، وهو ظن واهما أن بمقدوره السير بالنادي دون دعم أعضاء الشرف، واالعتماد بشكل أساسي على حقوق النادي وإيراداته من جهات مختلفة، وهذا بال شك خطأ فادح. فاألزمة املالية أحد أهم أسبابها هو ابتعاد أعضاء الشرف عن النادي ومقاطعتهم لألمير فيصل بن تركي وقطع الدعم عنه، إثر خالفات يرى البعض أن األمير فيصل هو السبب فيها، لكنه بدال من أن يبذل الجهد الكافي الستعادة داعميه ومصالحتهم وتقريبهم من حوله، راح يعمق شرخ الخالفات معهم سواء في تصريحاته اإلعالمية التي أقل ما يمكن أن توصف به هو أنها استفزازية تجاه رجال خدموا النصر كثيرا ووقفوا مع فيصل بـن تركي وقـفـات كريمة، لكنه ضـرب بهذا عـرض الحائط، ولم يراعهم في تعليقاته، والسخرية منهم عندما طالبهم في حوار تلفزيوني أن «يقطوا ويستلموا النادي»! هذا فضال عن أنه وقف متفرجا وهو يرى اإلعالميني املحسوبني عليه واملقربني منه وهم يهاجمون ويخونون ويكيلون التهم الظاملة لرجال الـنـادي املبتعدين، وبطريقة أعطت انطباعا أن هـذه االتهامات والتهجمات إنما تحدث بإيعاز من فيصل بن تركي، أو على األقـل برضا منه؛ ألنـه يستطيع منعهم ووقفهم لو أراد! وإذا يــقــال: ليس عيبا أن تخطئ، وإنــمــا العيب أن ال تستفيد وال تتعلم مــن أخـطـائـك، وأن تـكـررهـا بعد أن جربتها وعرفت نتيجتها، فــإن إدارة النصر راحــت تـكـرر الكثير مـن أخطائها السابقة، في عالقتها مع الداعمني، وفي أدائها اإلعالمي، وفي تقريبها إلعالميني ال يحظون بــأي احــتــرام أو مصداقية لدى جمهور النصر، وهو األمر الذي عمق بالنتيجة من فقدان ثقة هذا الجمهور بها. الخالصة هي أن نادي النصر يمر بظروف صعبة، وأن موقف إدارة الـنـصـر ورئـيـسـه أصــعــب، وأتــوقــع أن ال يستطيع فيصل بن تركي أن يستمر في قيادة دفة النادي، وسيواجه غضبا نصراويا عارما مع أول تعثر للفريق في الدوري.