«وضوح الرؤية» مكن السعودية من استضافة القمة
أكــــد اقــتــصــاديــان لــــ«عـــكـــاظ» أن اخــتــيــار السعودية السـتـضـافـة قـمـة مجموعة دول الـعـشـريـن فــي 2020 إضــافــة حقيقية للمكانة املـالـيـة واالقـتـصـاديـة التي تحظى بها اململكة على املستوين اإلقليمي والعاملي، الفتن إلى أن موافقة قادة G20 جاءت بعدما تلمسوا قوة االقتصاد السعودي في إطار رؤية .2030 ونوها بـالـجـهـود الـتـي بـذلـهـا ولــي الـعـهـد األمــيــر محمد بن سلمان من أجل موافقة القادة على استضافة اململكة لهذه القمة العاملية. وبينا أن اململكة أثبتت قدرتها على إدارة املؤتمرات واالجــتــمــاعــات وتنظيم الـقـمـم الـكـبـيـرة، الـتـي تجمع زعـمـاء الـعـالـم، ومنها القمم السعودية - األمريكية، والــخــلــيــجــيــة - األمـــريـــكـــيـــة، واإلســـالمـــيـــة الــعــربــيــة - األمريكية، التي عقدت بالرياض. وأوضـحـا أن قمم العشرين تحدد ما يواجهه العالم مــن أحــــداث وتـــطـــورات ومــســتــجــدات ســــواء مــالــيــة أو تــجــاريــة، فــي ظــل الــتــشــابــك والـتـعـقـيـد عــلــى أصعدة التنمية واالقتصاد. وذكر عبدالعزيز شروفنا (خبير اقتصادي) لـ «عكاظ» أن اجتماع مجموعة العشرين فـي «هـامـبـورغ» ركز على القضايا امللحة، وأولها االرهاب الذي بات يقض مضاجع صانعي القرارات في تلك البلدان. وقـــال: «األهــــداف االقـتـصـاديـة والتنموية الـتـي تمت مناقشتها خـالل قمة العشرين، طغت عليها قضايا أخرى أكثر إلحاحا، أبرزها قضايا البطالة، والهجرة، واإلرهاب». ولفت إلـى أن ظــروف الــدول األعـضـاء متباينة بشكل كبير في مستوى النمو واالزدهـــار من دولــة ألخرى، إال أنـهـا جميعا تـعـانـي بـقـدر أو بـآخـر مــن مشكالت البطالة، وغياب العدالة في توزيع الثروة. وأضاف: «املحاور األساسية للنقاش جاء ت كتحصيل حــــاصــــل، وتــــلــــك املــــحــــادثــــات لــــم تــــــوف بمتطلبات املــجــمــوعــة، فــهــي لـــم تــالمــس الــقــضــايــا االقتصادية امللحة لشعوبها؛ األمر الذي يستدعي مناقشات جادة فــي االجــتــمــاعــات الــقــادمــة لـسـد الــفــجــوة الـكـبـيـرة في التوزيع األكثر عدال والتقليل من مستويات البطالة، وإصالح نظام الرعاية الصحية واألسرية ملجتمعات دول املجموعة». وأفــاد بأن ترحيب اململكة بالقرارات التي اقترحتها أملانيا بخصوص التنمية املستدامة لدعم املــرأة في الدول النامية، خصوصا في أفريقيا حتى عام 2030 يأتي ضمن الطموحات التي تسعى لتحقيقها الدول النامية. وأشـار إلى وجـود مجموعة من الصناديق التنموية لـهـذه الـــدول كـصـنـدوق التنمية الـعـربـي واألفريقي، وصــنــدوق املــســاعــدة الــســعــودي وبـقـيـة دول الخليج األخرى، لكنها جميعها لم تكن كافية لتحقيق التنمية الطموحة للدول النامية عامة واألفريقية خصوصا. ودعـــا لــوضــع خـطـط اقـتـصـاديـة اجـتـمـاعـيـة طموحة بمعايير واقعية شاملة للتنمية العلمية، والصحية، والتكنولوجية باالستفادة الحقيقية من املوارد الثرية لتلك الدول الغنية بالثروات، الفتا إلى أن الكثير من الــــدول قــدمــت مــســاعــدات مختلفة لتحقيق التنمية املستدامة، بيد أن املشكلة تكمن في تسرب تلك األموال إلى فئات محدودة في بعض املجتمعات؛ األمر الذي يتسبب في إفراغ أهداف تلك الصناديق من محتواها وضياع األهداف الحقيقية من املساعدات. وأوضح أن انعقاد دورة 2020 ملجموعة دول العشرين فـي السعودية يعد بمثابة إضـافـة حقيقية للمكانة املالية واالقتصادية للمملكة. وشـــدد عـلـى ضــــرورة االســتــعــداد لتحقيق املــزيــد من النجاحات في كافة املجاالت االقتصادية والتنموية والتنظيمية. وبــن أن هــذه املـؤتـمـرات تشكل تحديا حقيقيا ملواجهة ما ينتظر العالم من أحداث وتطورات ومستجدات اقتصادية مالية أو تجارية. من جهته، ذكر عضو الجمعية السعودية لالقتصاد الدكتور عبدالله املغلوث لــ«عـكـاظ» أن موافقة قادة قمة G20 على انـعـقـاد قمة 2020 فـي الــريــاض تعد أحد النجاحات التي تضاف إلى سلسلة التميز التي حققتها السعودية خالل السنوات األخيرة. ونوه بالجهود التي بذلها ولي العهد األمير محمد بــن سـلـمـان مــن أجـــل مــوافــقــة الــقــادة عـلـى استضافة املـمـلـكـة لــهــذه الــقــمــة، مــشــددا عـلـى أن املـمـلـكـة أثبتت قدرتها على إدارة املؤتمرات واالجتماعات وتنظيم القمم الكبيرة، التي تجمع زعماء العالم.