الرياض.. ثقل اقتصادي.. وركيزة لألمن والسلم العامليني
شـاركـت اململكة العربية السعودية فـي قمة مجموعة العشرين التي عقدت في أملانيا ليس بصفتها عضوا فــقــط، ولــكــن فـــي إطـــــار سـعـيـهـا لــإلســهــام بـشـكــل كبير فــي إنــعــاش االقـتـصـاد الـعـاملـي، وهــو مــا دفعها لطرح «رؤيــتــهــا »2030 لتعميق شـراكـتـهـا االقــتــصــاديــة مع القوى الصناعية على مستوى العالم. وجاء ت مشاركة اململكة في قمة مجموعة العشرين التي تأسست قبل 18 عـامـا للتشاور حـيـال األزمـــات املالية العاملية وتضم 20 دولة كبيرة، أبرزها أمريكا والصن والــيــابــان وبــريــطــانــيــا وروســـيـــا واالتـــحـــاد األوروبـــــي، ومـن الــدول اإلسالمية تركيا وإندونيسيا، ومـن الدول العربية السعودية فقط؛ بهدف الوصول إلى تفاهمات عاملية حـيـال األزمـــات االقـتـصـاديـة وتعزيز االستقرار املالي العاملي وخلق فرص حوار بن البلدان الصناعية والبلدان الناشئة، وقد تمكنت بالفعل من االتفاق على عدد من القضايا املهمة، مثل اتفاقات سياسات النمو والحد من سوء استخدام األنظمة املالية والتعامل مع أزمات االنهيار االقتصادي، والتصدي ألساليب تمويل اإلرهاب ومكافحة غسيل األموال. وتــلــعــب الــســعــوديــة دورا مــحــوريــا مــنــذ انضمامها ملجموعة العشرين باعتبارها صاحبة اقتصاد ضخم واحتياطات نقدية هائلة وتمتلك أكبر مخزون نفطي فـي الـعـالـم، وجــاء انضمامها لهذه املجموعة العاملية عـلـى قــاعــدة أن اململكة هــي نقطة ارتــكــاز أسـاسـيـة في االقـتـصـاد الـعـاملـي، ووجــودهــا ضمن مجموعة الكبار يعطيها فرصة التأثير على القرارات الصادرة منها. وال شــك أن وجــــود املـمـلـكـة ضـمـن مـجـمـوعـة العشرين بمثابة اعـتـراف عاملي بالثقل االقـتـصـادي للسعودية، ومـــا يـمـيـز وجـــودهـــا أنــهــا الـــدولـــة الــعــربــيــة الوحيدة فــي املـجـمـوعـة، والــوحــيــدة أيـضـا فــي مجلس صندوق النقد الــدولــي، وبـالـتـالـي هــي األقـــرب ملــراعــاة املصالح االقتصادية ألشقائها العرب. وخـــالل األعـــــوام املــاضــيــة، انـبـثـقـت عــن قـمـم العشرين قمم فرعية مهمة مثل قمة شـبـاب األعــمــال ،Y20 قمة البزنس ،B20 قمة املجتمع املـدنـي ،C20 وقمة العمل ،L20 وجميعها كرست الوجود الدولي للمملكة وقدمت لــقــطــاعــات األعـــمـــال الــعــربــيــة والــســعــوديــة مــنــفــذًا على االقـتـصـاديـات العاملية الــكــبــرى. ومـشـاركـة السعودية ليس فقط في أعمال قمة العشرين، وإنما في صناعة وصياغة قراراتها بما ينعكس على النمو االقتصادي الــعــربــي واإلســـالمـــي ويـفـتـح لــه األبـــــواب فــي الصناعة العاملية واالقتصاد الـدولـي، إضافة إلـى دعـم األهداف املشتركة لنمو اقتصادي عاملي قوي وشامل.