احلل في البيت اخلليجي.. ولكن!
فيما تستمر الدوحة في تعنتها وتمترسها وراء النظام اإليراني اإلرهابي، تتوالى الوساطات الغربية لحل األزمـة القطرية، ومنها الـحـراك الــذي يـقـوده وزيــر خارجية بريطانيا بـوريـس جونسون، الــذي قــال فـي تصريحات صحفية أمــس األول: «إنــه يمكن إحراز تقدم لتخفيف التوتر بني قطر والــدول العربية األربــع»، مستبعدا التوصل إلى حل على الفور. وتعكس تصريحات الوزير البريطاني، أن الـوسـاطـات الغربية لـن يكتب لها النجاح، خصوصا فـي إطار التمترس القطري وراء مواقف متصلبة تزيد األزمة تعقيدا. ومن ثم فإنه ال تلوح في األفق حتى اآلن أية حلول أو وساطات يمكن الركون إليها، بعيدا عن البيت الخليجي، وهو ما يتعني عــلــى قــطــر أن تــعــيــه جــيــدا بــــأن حـــل األزمــــــة الــتــي تـسـبـبـت بها سياساتها الــداعــمــة لــإلرهــاب يكمن في الــبــيــت الــخــلــيــجــي، ولكن ليس على الطريقة
الــــــقــــــطــــــريــــــة الــتــي تــرغــب مــن خـاللـهـا تــزويــر الـحـقـائـق والـــخـــروج مــن صلب املشكلة، وهي دعمها لإلرهاب تمويال ورعاية واحتضانا، وهذا هو ما عكسته بوضوح املبادئ الستة لبيان الدول األربع الداعية ملكافحة اإلرهــاب في اجتماعها األخير بالقاهرة وهـي: االلتزام بمكافحة التطرف واإلرهـــاب بكافة صورهما ومنع تمويلهما أو توفير املالذات اآلمنة، إيقاف كافة أعمال التحريض وخطاب الحض على الكراهية أو العنف، االلتزام الكامل باتفاق الرياض عام 2013 واالتفاق التكميلي وآلياته التنفيذية عام 2014 في إطار مجلس التعاون الخليجي، االلتزام بكافة مخرجات القمة العربية اإلسالمية األمريكية األخيرة، االمتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول ودعـم الكيانات الخارجة عن القانون، ومسؤولية دول املجتمع الدولي في مواجهة كل أشكال التطرف واإلرهاب بوصفها تمثل تهديدا للسلم واألمن الدوليني. ورغم أن الكويت لعبت دورا إيجابيا في هذا اإلطار، إال أن الدوحة أجـهـضـت وسـاطـتـهـا بتسريبها املـطـالـب الـــــ31، فــي إجـــراء افتقد ألبسط القواعد الدبلوماسية ونسف املساعي الكويتية، ليس هذا فــحــســب، بــل ونــســفــت أيــضــا فــي تعنت واضح مهلة الـ84 ساعة اإلضافية. وانـــــــطـــــــالقـــــــا مـــــــن هـــــذه املـــواقـــف املتعنتة للنظام القطري الــذي ال يريد أبــــــــــــــــــــــــدا أن يتعلم درس الــــــتــــــاريــــــخ، فــــإنــــه ليس مــــــأمــــــوال أن يــــــــنــــــــجــــــــح أي حــــــــــراك بريطاني كان أو أمريكيا، ما دامت الدوحة لم تعلن أية التزام باملبادئ الستة التي تمخضت عــن اجــتــمــاع الــقــاهــرة أخـــيـــرا، وبانتظار نتائج زيــارة جونسون ومـن بعده نظيره األمـريـكـي ريكس تيلرسون للمنطقة لبحث تـطـورات األزمـــة، فإنه يمكن الـقـول إن القناع قد انكشف عن النظام القطري وال مناص أمامه من تغيير سلوكه اإلرهابي والعمل على تعزيز العالقات تحت مظلة البيت الخليجي وليس عبر طعن هـذا البيت من الداخل، ورغم أن الجميع سعى منذ البداية لبناء عالقات خليجية متينة، خصوصا الـسـعـوديـة؛ إليمانها بــأن املصالح الخليجية واحدة واملصير واحد، بيد أن مرحلة العواطف واملجامالت السياسية ولت، وجاء وقت املحاسبة.