كيف آوت الدوحة «عقل القاعدة» ووفرت له وظيفة حكومية؟
وســـط تــحــركــات بـرملـانـيـة ومـــن ناشطني إلصدار تشريع ملالحقة قطر قانونيًا في دول أوربية عـدة، كشف املنسق الوطني لــألمــن ومــكــافــحــة اإلرهــــــاب فـــي إدارتـــــي الـــرئـــيـــســـني األمـــريـــكـــيـــني بـــيـــل كلينتون وجـــــورج بــــوش، ريــتــشــارد كـــــالرك، تورط قطر وتحملها «جانبًا كبيرًا» من مسؤولية هجمات 11 سبتمبر .2001 وعــــاود كــــالرك فـتــح مـلـف إيــــواء الـــدوحـــة للعقل املدبر لهجمات سبتمبر وحمايته مع حرمان األجهزة األمريكية من القبض عليه. وأشار في مقالة نشرها في صحيفة «نيويورك ديلي نــيــوز» -بـحـسـب سـبـوتـنـيـك الــروســيــة- إلـــى مــا وصفه بحالة «عدم ثقة السلطات األمنية في الواليات املتحدة بالقطريني، وشكوكهم الكبرى بعالقاتهم مع قيادات جماعات إرهابية». وقــال كــالرك في مقالة بعنوان «طاملا عرفنا أن قطر مشكلة. إن أحــد أبرز من قدمت لهم الدوحة الحماية، هو العقل املدبر لهجمات 11 سبتمبر، خـالـد شيخ محمد، أدركـــت األجهزة األمنية خطورة خالد شيخ محمد عام ،1993 بعد ارتباط اسمه بعملية تفجير شاحنة بالقرب من مركز التجارة العاملي، وعرفنا أنه فعليا لديه قدرات واسعة على ترتيب عمليات إرهابية كبيرة، وله قدرات أقوى بكثير من أسامة بن الدن». وبـــحـــســـب املــــســــؤول األمــــنــــي، فـــــإن األجــــهــــزة األمنية األمريكية بدأت بمالحقة الرجل الخطر بصورة كبيرة، بعد تورطه في عمليتني إرهابيتني، وحينها وضعت واشنطن واالستخبارات املركزية تحديد مكانة أولوية قصوى تفوق أولوية تحديد موقع ابن الدن. وفــي الــوقــت الـــذي كــان عـمـالء CIA يـجـوبـون األرجاء بحثًا عن خالد شيخ محمد، كان األخير يقبع في قطر بعد أن وفــرت لـه الحكومة القطرية وظيفة فـي هيئة املياه الحكومية، التي وصفها كالرك بـ «الصورية». وأكــد تـواصــل اللجنة األمـنـيـة ملكافحة اإلرهـــاب التي كـــان يــتــرأســهــا مـــع الــحــكــومــة الــقــطــريــة لـلـقـبـض على شــــــيــــــخ مــــــحـــــمــــــد، وأورد ســـــيـــــنـــــاريـــــوهـــــات عــــــــدة كــــان يخطط لـهـا األمــريــكــان، بـيـد أنهم اســـتـــقـــروا عــلــى مـــحـــادثـــة أمـــيـــر قطر بإمكان تسليم خالد شيخ محمد عبر السفير األمريكي في الدوحة. وأضـــــاف «الــلــجــنــة طـلـبـت مـــن الــســفــيــر األمريكي أن يتحدث إلـى أمير قطر فقط، وأن يطلب من األمير أن يكلم فقط رئيس جهاز األمــن، وكــان الطلب يتركز في أن تقبض الـدوحـة على خالد شيخ محمد لبضع ساعات، حتى يصل فريق أمني أمريكي ينقله إلى الواليات املتحدة». وبــعــد لــقــاء الـسـفـيـر مــع أمــيــر قطر اختفى خالد شيخ محمد، ولم يــســتــطــع أحـــــد الـــعـــثـــور عليه فـي الــدوحــة، ويـؤكـد املسؤول األمــريــكــي «بـعـد ذلــك قــال لنا القطريون إنهم يعتقدون أنه غــادر الــبــالد، لكنهم لـم يقولوا لنا أبدا كيف غادرها!». ويـــــرى املــــســــؤول األمـــنـــي الــســابــق أن لقطر تعاطفًا تاريخيًا مع اإلرهابيني، مستدال بالعالقة القوية الـتـي تجمع أحـــد وزراء الــحــكــومــة الــقــطــريــة (أحــــد أفـــــراد العائلة الحاكمة) بتنظيم القاعدة اإلرهـابـي، وأنـه كـان يرعى خالد شيخ محمد شخصيًا. وأشــار إلـى أن القطريني لو سلموا خالد شيخ محمد عــام ،1996 «أعـتـقـد أن الـعـالـم كــان سيصبح مختلفا بصورة كبيرة اآلن»، خصوصًا أن واشنطن تتهم خالد شـيـخ محمد بتدبير هـجـمـات 11 سبتمبر، وهجوم بالي، وقتل الصحفي األمريكي دانيال بيرل، وغيرها من الهجمات اإلرهابية. وقـبـضـت الـسـلـطـات األمــريــكــيــة عـلـى شـيـخ مـحـمـد في بـاكـسـتـان بـواسـطـة فـريـق أمـنـي أمـريـكـي - باكستاني مشترك عام .2003