املشروع اإلخواني القطري
أزال مـوقـف مجلس الــــوزراء أمــس، فــي شــأن بيان الــــــدول األربــــــع الـــداعـــيـــة ملــكــافــحــة اإلرهــــــــاب، عقب تـسـلـمـهـا الــــرد الــقــطــري عــلــى املــطــالــب الــــ 31، كل غموض أو لبس يتعلق بمآالت األزمة الدبلوماسية الــخــلــيــجــيــة الــتــي كـــــررت الــســعــوديــة وحلفاؤها، مـــرة تـلـو األخــــرى، إحـسـاسـهـا بــاأللــم وهـــي تتخذ إجـــراءات بـذلـك املستوى ضـد دولــة خليجية. فقد شدد املجلس على أن الشعب القطري جزء أصيل من املنظومة الخليجية، وعلى أن اإلجـراءات إنما تستهدف الحكومة القطرية، لتصحيح مسارها الــســاعــي إلـــى تـفـتـيـت مــنــظــومــة مــجــلــس التعاون الــخــلــيــجــي، واألمــــــن الــعــربــي والـــعـــاملـــي، وزعزعة الدول، والتدخل في شؤونها. وهي في مجملها نقاط مهمة يمكن استنباطها من «املبادئ الـ »6 والتي تضمنها بيان الدول األربع في القاهرة األسـبـوع املـاضـي. والحقيقة أنها لب املـطـالـب مـن الــدوحــة. فمن الــواضــح أن هـنـاك أدلة على نشاط قطري هـدام لتفتيت مجلس التعاون الخليجي. أي أن قطر تتظاهر بأنها عضو من أهل البيت الخليجي الكبير، وفـي الوقت نفسه تعمل بـالـطـريـقـة اإلخــوانــيــة املــعــروفــة لـنـخـر ذلــك البيت من الداخل، وإضعافه حتى ينهار. ولكن هل لدى قطر «مشروع» حقيقي؟ وما هدفه: تشعل الحريق في كل مكان وتنجو منه وحـدهـا؟ أم أنـه مشروع اإلخــوان املسلمني الذين يقوم فكرهم الـهـدام على إلـــغـــاء الـــحـــدود الــجــغــرافــيــة إلقـــامـــة دولـــــة خالفة إسالمية. ومـا أشبه هـذا التفكير بعقول متطرفي «داعش» و«القاعدة».. وفي الحاالت الثالث يلتقي هذا الثالوث الشيطاني في هدف تدمير السعودية أوال واالســتــئــثــار بـثـرواتـهـا ومــواردهــا لالنطالق صـــوب بـقـيـة دول الـخـلـيـج والــعــالــم الــعــربــي.. إنه «ربيع املتطرفني» وليس «الربيع العربي»، وهو باعتباره جـزءا من الربيع القطري وهـم، وطفولة سياسية، وجنون لن تسمح ال السعودية وال العالم بتحققه .