Okaz

الدوحة.. قاعة زواجات «مسيار»!

- خالد صالح الفاضلي jeddah9000@ hotmail.comm

عندما يجتمع أثرياء يمتلكون تقاربا في التفكير ينتج توافق بينهم على وضــع جــزء مـن أمـوالـهـم فـي خدمة أهــداف مشتركة «غير تجارية»، وغالبًا يسندون املهمات التنفيذية إلى موظفني جدد، ال ينتمون لشجرة أعمال أو عائالت هؤالء األثرياء. يأتي التكاتف أعــاله بخير على األمــم غالبًا، خاصة في مجاالت «صناديق الحياة» منح تعليمية، تمويل جوائز عاملية، بناء مستشفيات، حمالت تطعيم عاملية، رعاية كيانات وجمعيات خيرية خادمة للشعوب، وتحديدًا فقر العلم قبل فقر الفم. في الغرب، أنتج هذا التكاتف بني األثرياء طفرات إنسانية إيجابية أكثر مما فعلته الحكومات الغربية، بينما في العالم العربي كانت اللعبة «أسهل»، كان اإلرهاب اختيار أثرياء متقاربني فكريًا، واملوت عند العرب (منذ األزل) يعتبر حال أكثر من كونه مشكلة. السؤال السهل: ما هو اإلرهاب عند العرب؟ الـجـواب الصعب: مجموعة مـن األثــريــ­اء الـعـرب اخــتــارو­ا وضــع أموالهم في خدمة أفكار خاصة بهم، حتى لو نتج عنها مـوت بشر، وبـات من اليقني أن الدوحة أصابت العالم بدوخة بعد أن تحولت إلى منتجع شهر عسل لزواجات «مسيار» بني مجموع أيديولوجيا­ت غير قابلة للتوافق، لكنها تستعجل في إنجاب هجني لعني، بينما املهر مدفوع من املال القطري. الــســؤال الـصـعـب: لــو لــم يـكـن (أصــحــاب األفــكــا­ر) أثــريــاء، هــل كـانـت مقاييس ومعدالت الجرائم اإلرهابية أقل مما تم تسجيله خالل الـ03 عامًا املاضية؟ الــجــواب الـسـهـل: بـكـل تـأكـيـد، وربــمــا لــو كــان هـــؤالء األثــريــ­اء مـنـدرجـني منذ نشأتهم في مسارات تعليم نقية، وبيئات حضارية، فإن ثرواتهم لن تصب إال في مسارات دعم العلم، والصحة، وترقية الشعوب. يحاول خالد القول بأن (طفرات اقتصادية كبرى في منطقة الخليج) أنتجت أثـريـاء كـبـارا، قـادمـني مـن بيئات تعليمية ومعيشية كانت فـي قــاع املجتمع واملعرفة، مما ورطهم الحقًا بدفع أمـوال في خدمة أهـداف «أيديولوجية» ال يفهمونها تمامًا، ولم يتحققوا من جدواها، أو مصداقيتها، فغالبيتهم يخدم أيديولوجية لم يتحقق من صدق انتمائه لها. تستمر إحدى معضالت املال، أو األثرياء عمومًا، أنهم إذا حازوا املال، احتاجوا لحيازة (أفـكـار اجتماعية) تميزهم عـن بقية األثــريــ­اء، ولـأسـف فــإن األفكار األيديولوج­ية املتعلقة باملعتقدات والديانات تكون أول الحاضرين، واألسهل للحمل، حتى صار اإلرهاب مجرد فكرة اجتماعية لدى عدد كبير من أثرياء الخليج. في حـاالت قابلة للرصد أخيرًا (ليبيا، سورية، حماس) يحدث توليد سريع للثراء واأليـديـو­لـوجـيـة؛ بمعنى قــدرة املــال على توليد عناصر ليس لديها مـعـتـقـدا­ت، أو أيـديـولـو­جـيـات، أو حـتـى نــوايــا لــدخــول دوائـــر إرهــــاب، لكنهم توهموا بأن «مال املوت» سيصنع حياة لهم وألوطانهم. يمكن ترجمة أعــاله واخـتـصـار­ه كالتالي: إن األثــريــ­اء املتقاربني فـي أسلوب التفكير والطموحات «األيديولوج­ية تحديدًا» يعتقدون بأنهم قـادرون على تغيير خريطة اقـتـصـاد، ثـقـافـة، أو تكوينات مجتمعات ينتمون إلـيـهـا، أو يجاورونها، لذلك تحولت (زكـاة املال والصدقات) من مهمة قتل الجوع إلى قتل األطفال؛ فاألطفال األموات ال يصرخون من الجوع.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia