هل سيعود السعوديون ملهن الطوائف؟
اندثرت مع الزمن بهجرة أبنائها السعوديني منذ ثالثة عقود لها بحجة «الـخـجـل»، رغــم أنـهـا مهن شريفة دخلها الشهري أعـلـى من بـعـض الــوظــائــف الــرســمــيــة، لـتـطـل «مــهــن الــطــوائــف» مــن جــديــد مع اإلصــالحــات الـتـي تـجـري فـي السعودية حـالـيـا، وإيــقــاف االستقدام لبعض النشاطات كبديل للوظائف بعدما أصبح بعضها حكرا على العمالة األجنبية. الباحث علي بن شويمي أوضح لـ «عكاظ» أن ارتفاع مستوى املعيشة قبل سنوات عـدة، وانخفاض تكلفة العمالة سابقا دفع السعوديني لـالتـكـال عـلـى الـعـمـالـة، الـتـي تـحـول عملها مــن مـسـاعـد فــي الخدمة بسعر زهيد إلى محتكر وقائد لها، حتى باتت تحرك السوق مع كل ارتفاع في تكلفة املعيشة. وقال: «أدى ذلك إلى وجود تضخم في معيشة الفرد السعودي، وحتى مستوى الرواتب الحالي أصبح ال يكفي األغلبية لنهاية الشهر». وأضــاف: «تـوجـد طـوائـف كثيرة فـي مكة املكرمة انـدثـرت مـع الزمن وهجرها أبـنـاء الطائفة، فـي حـني هناك ثلة متمسكون بها مـا بني طـوائـف الــجــزاريــن، والـصـبـاغـني، والـسـبـاكـني، والـنـجـاريـن، وغيرها كثير، إال أن البعض من الشباب الحالي قد يخجل من العمل بها، رغم أنها مهن شريفة وذات دخل مالي جيد». وتابع: «ما يجري من إصالحات في السعودية، وإيقاف االستقدام لبعض النشاطات سيسهم في إحياء العديد من املهن، إضافة إلى سحب البساط من العمالة في الوظائف الجديدة، وسينخرط الشباب في العمل بها بعد خلو السوق من العمالة». ولـــفـــت ابــــن شــويــمــي إلــــى أن خــريــجــي املــعــاهــد املــهــنــيــة والكليات الـصـنـاعـيـة، إضــافــة إلــى املــهــن الــتــي تـحـتـاج إلــى أيد عاملة ستجد فرصا كبيرة في العمل خالل الفترة القادمة. ونوه بأن األمر ال يحتاج إال لعزيمة وإصرار وكسر حاجز «الخجل»، خصوصا أنه في جميع أنحاء العالم غالبية شباب البالد هــم األيـــدي الـعـمـالـة، وال يـتـركـون املجال لغيرهم في تحصيل خيرات بلدانهم. يـــذكـــر أن طــــوائــــف املـــهـــن الـــتـــي ال يــعــمــل بها الـــســـعـــوديـــون حــالــيــا، تــصــل إلــــى نــحــو 20 مهنة تـتـنـوع مــا بــني صناعية وحــرفــيــة، منها الصيادون، والـجـوهـرجـيـة، والـطـبـاخـون، والـــجـــزارون، والخياطون، والفرانون.