«خصخصة الصحة» تقلّص ارتفاع املصروفات السنوية
أكــــد مــتــخــصــصــان فـــي مــجــال الــتــأمــني الطبي لـ «عكاظ» أن إعالن وزارة الصحة بموافقة خادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز تحويل أداء الــوزارة إلـى نظام الشركات ضمن خطة خصخصة الـقـطـاع؛ بفصل املستشفيات واملـراكــز الصحية عـن الـــوزارة، وتحويلها إلى شـركـات حكومية تتنافس على أســس الجودة والــكــفــاءة واإلنـتـاجـيـة، سينعكس على أسعار قــطــاع الــتــأمــني خـــالل الــفــتــرة الــقــادمــة فــي حال تطبيق الــتــأمــني الـطـبـي اإللـــزامـــي عـلـى جميع املواطنني. وبــيــنــا أن الـتـخـصـيـص يــهــدف إلـــى التخلص مــن ارتــفــاع املــصــروفــات الـسـنـويـة فــي ميزانية الصحة. وأكد املستشار واملتخصص في مجال التأمني مـــــازن مــلــك لــــ«عـــكـــاظ» أن خـصـخـصـة القطاع الصحي تحتمل الـلـجـوء لـعـدد مــن اإلجراءات املتوقع اعتمادها للفترة القادمة، كمنح كافة املـــواطـــنـــني تــأمــيــنــا طــبــيــا إلـــزامـــيـــا، أو إنشاء صندوق يختص بدفع تكاليف عالج املواطنني، أو ما تقره وزارة الصحة من أمور أخرى. ولــفــت إلــــى أنــــه فـــي حــــال اعــتــمــاد تــأمــني طبي للمواطنني أسوة بالعمالة الوافدة حاليا، فإنه مـن املتوقع أن تشهد أسـعـار بوليصة التأمني للمواطنني ارتفاعا في األسعار الحالية، منوها بــأن سـعـر البوليصة يتطلب دراســـــة مـعـمـقـة لــضــمــان عدم تغيره بعد مرور عام على تطبيقه. وبـــــــني أن الـــتـــخـــصـــيـــص يـــــهـــــدف إلى الــتــخــلــص مــــن ارتــــفــــاع املصروفات السنوية في ميزانية الصحة. وشدد ملك على عدد من اإلجراء ات الـــتـــي يــســتــلــزم تـــوافـــرهـــا عند تــــطــــبــــيــــق الــــتــــأمــــني ا لطبي لجميع املـواطـنـني، تتمثل فـي إنـشـاء ملف طبي لكافة املــرضــى الـسـعـوديـني، يـلـزم مــن خـاللـه املواطن باملعالجة فـي املــراكــز الصحية املجانية، دون ذهــابــه إلـــى املـسـتـشـفـيـات مــبــاشــرة، وفـــي حال تـطـلـبـت حــالــتــه املــرضــيــة الــتــوجــه للمستشفى فيصبح توجيهه من اختصاص املركز. وطــالــب بـــضـــرورة وضـــع تــأمــني طــبــي بدرجة مـــحـــددة الئـــقـــة بـــاملـــواطـــنـــني، وفــــي حــــال رغب املواطن ترقيتها إلى درجـة أعلى فإنه يتحمل الــــفــــروقــــات مــــن جــيــبــه الــــخــــاص؛ األمــــــر الــــذي ســيــنــعــكــس إيـــجـــابـــا عــلــى أســـعـــار بوليصات التأمني للمواطنني. مــن جـهـتـه، كـشـف نــائــب رئــيــس لـجـنـة التأمني بـغـرفـة تــجــارة وصـنـاعـة جــدة سـابـقـا الدكتور أدهم جاد لـ«عكاظ» أن إجمالي أقساط التأمني لــلــســوق الــســعــوديــة فــي حـــال اعــتــمــاد تطبيقه سيقارب 35 مليار ريال سنويا. وأشار إلى ضرورة عدم تجاوز القسط التأميني هـــذا الــرقــم، لتجنب الـتـضـخـم االقــتــصــادي في الـخـدمـة الـصـحـيـة، وضــمــان عــدم تحولها إلى تجارة، ونوه بأن تحويل املستشفيات الحكومية إلــى خاصة غير كــاف، إذ توجد حاجة لزيادة أعداد األسرة خالل الفترة القادمة. وفي ما يخص شركات التأمني، أفاد جاد بأنه فــي حــال تطبيق الـتـأمـني الصحي للمواطنني عبر الشركات، فإن أعداد الشركات ستزداد ألكثر مــن الــرقــم الــحــالــي، إذ ستنشأ شــركــات جديدة مستقبال.