أكذوبة زوار السفارات.. وحقيقة زوار الدويالت! )2(
اســتــكــمــاال ملـقـالـة األســـبـــوع املــاضــي ســـوف أكــــون أكثر حيادية وموضوعية، وأطـــرح بعض األسئلة لنخرج بنتيجة منطقية عن زوار السفارات وزوار الدويات: من هم زوار السفارات؟ نحن نسمع بهم ولم نشاهدهم كـ«بيض الصعو».. بل إنه لم يستطع أي شخص ممن أثاروا هذه الحدوتة أن يعطينا اسمًا واحــدًا لــزوار السفارات أو حتى تلميحًا لسحنة أحدهم، وهل يتكلم ويلبس مثلنا أم أنه (شفيق يا راجل) وخاص؟! أليست السفارات في قلب العاصمة الـريـاض، أوليس رصــدهــم غــايــة فــي الـسـهـولـة وبــالــتــالــي اإلطــاحــة بهم متلبسني بجرمهم املشهود؟ أليس «الطب» على زائر السفارات (غرب الرياض) أسهل من اصطياد زائـر الدويات الـذي يشد الرحال من بلد إلــى آخــر ومــن مطار إلــى مطار ومــن فندق إلــى فندق، ورغــم ذلـك تعج وسائل التواصل بصورهم متلبسني عـلـى مــوائــد تميم ويــا عـالــم مــن أيــضــًا، بــل وصورهم يستلمون (املعلوم) بعد نهاية الزيارة إما شيكات أو حقائب منتفخة؟ أليسوا هم من أزعجونا بالدعاية للسياحة والعقارات فــي تـركـيـا ومسلساتها وتـيـوسـهـا الجبلية اللذيذة حتى بـات الترويج لها باستخفاف والتفاف بدعوى «السياحة بالضوابط الحزبية.. عفوًا الشرعية»! املفارقة العجيبة يا ســادة أن زوار الـدويـات - املوثقة زياراتهم - هم من اخترع أكذوبة زوار السفارات نكاية وتـشـويـهـًا لـلـكـتـاب واملـثـقـفـني واملــفــكــريــن.. كــحــال هذه الشريحة - شريحة املثقفني - في كل حقبة وكل مجتمع تـتـجـاذبـه تــيــارات الـجـهـل مــن جـهـة والــوعــي مــن جهة أخرى! أصـدر أحدهم روايـة هزيلة عن أكذوبة زوار السفارات بغية ترسيخ أن «املثقفني» ال يملكون مشروعًا ثقافيًا حقيقيًا، وإنما هم دعاة للتغريب تسيرهم دول غربية بواسطة سفاراتها.. وال تملك بعد أن تقرأ تلك الرواية ســوى أن تقبل ظهر يــدك وتـقـول (الحمد لله والشكر) فهي أقــرب إلــى تصفية الحسابات منها إلــى الرواية، حيث كتبت بأسلوب تعبئة البسطاء بالوهم وتطويع الــاوعــي لتقبل الــفــانــتــازيــا كحقيقة، واجـــتـــرار جمل واقتباسات ملثقفني أخرجت من سياقاتها لتخدم هدف الرواية املبطن، فتم حشوها بكم من الهرطقات التي ال تحمل أي معيار أخاقي غير صناعة الكذب، مستخدمًا الترميز لترسيخ بعض الجمل بطريقة وعظية سامجة، كما استشهد بجمل قالتها إحدى املغمورات املوتورات املثيرة للسخرية، وقدمها ناشط إساموي مثير للجدل يقبع اآلن في السجن واستهلها بجملة (أنا متأكد من أن العمل سيربك الخطة تمامًا) فهل ملستم - بعد سبع سنوات من نشرها - أي خطة وأي إرباك؟ شخصيًا لم أشهد ولم أملس ذلك، وإن الحظ أحد منكم إرباكًا فليخبرني «ألرتبك» وأنفذ بجلدي!