Okaz

‪To Bow.. or Not to Be‬

- فهيم الحامد (جدة)

بذل رئيس الدبلوماسي­ة األمريكية، ريكس تيلرسون، جهودا مضنية في جولته املكوكية الخليجية، إذ قام بزيارة ثانية للدوحة خالل 48 ساعة أمس (الخميس)، بهدف إلزام قطر باملطالب الشرعية للدول األربــع الداعية ملكافحة اإلرهــاب، بعد أن أبلغته األخـيـرة في جدة، رفضها الحلول املؤقتة مـع الـدوحـة، وضــرورة إذعانها للمطالب، ووقف دعم وتمويل اإلرهـاب، وفق ضمانات أمريكية مكتوبة، ألنه ال يمكن الوثوق بأي التزام يصدر عن الدوحة دون ضوابط صارمة، خصوصا أن قطر دأبت على نقض كل االتفاقات وااللتزاما­ت. ويبدو أن تيلرسون، الذي قرر بداية الوساطة من الكويت، التي ّّ قدرت الدول األربع وساطتها، رمى بثقله إلنجاح الجهود األمريكية إلنــهــاء األزمـــــ­ة، إذ أجـــرى فــي جـــدة أمـــس األول سلسلة مباحثات مكثفة مع امللك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد األمير محمد بن سلمان، ووزراء الدول األربع الداعية ملكافحة اإلرهاب. وبحسب مـصـادر خليجية مـوثـوقـة، فــإن تيلرسون سمع في محطته السعودية تمسكا سعوديًا وإماراتيًا وبحرينيًا ومصريًا باملطالب الشرعية، وبضرورة وجود ضـوابـط صـارمـة وتـعـهـدات قطرية مكتوبة بضمانات أمريكية حـيــال تنفيذ اتـفـاقـيـ­ة عــام 2013 2014و نـصـًا وروحــــًا، واملبادئ الستة التي أعلنت عنها الــدول الرباعية في القاهرة، فضال عــن مطالبها الـعـادلـة والـشـرعـي­ـة. نـجـاح تيلرسون في مهمته الخليجية سيسمح له باستعادة مكانته في البيت األبيض، خصوصا أن هناك رأيًا أنه الشخص املــنــاس­ــب إلدارة مــلــف األزمـــــ­ـة الــخــلــ­يــجــيــة، رغــــم أن املهمة ال تبدو سهلة في ظل التعنت القطري. تحرك تيلرسون باتجاه املنطقة بعد مرور أكثر من 45 يومًا على األزمة، يعتبر بمثابة إعالن دخول أمريكا على الخط الفعلي إلنهاء األزمـة. لقد كشفت األزمة القطرية وجه نظام تميم الحقيقي، الـداعـم لـإرهـاب الظالمي والطائفي، وعلى قطر سرعة تغيير مسارها اإلرهابي، والخضوع للمطالب، وعدم االلتفاف على االتفاقيات التي وقعت عليها، وتوحيد رؤيتها ملكافحة اإلرهاب وفـــق املــنــظـ­ـومــة الـخـلـيـج­ـيـة املـــوحــ­ـدة، وعــــدم االرتـــمـ­ــاء فــي الحضن اإليراني اإلرهابي. «جـئـت ألحـــارب اإلرهــــا­ب، وحينما سـألـت عــن مموليه أشـــار قادة العرب إلى قطر».. هكذا قال الرئيس األمريكي ترمب عقب انتهاء القمة (األمريكية اإلسالمية)، التي استضافتها السعودية. وهذا ما سيقوله تيلرسون، الذي عاد إلى واشنطن، عندما يلتقي الرئيس ترمب «جئت ألقنع قطر بوقف دعم اإلرهاب.. فوجدت التعنت».

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia