ال تكن أسيرًا ملخاوفك..!
عندما تقرر أن تغير أمرًا ما في حياتك أو أن تتخذ قرارًا حاسمًا فيها، تصاب بحالة من الخوف والقلق واملقاومة لهذا التغيير الــذي تعتقد في حينها أنه سيزلزل أمــن واسـتـقـرار حياتك. فكيف تتعامل معه وكيف تتقبله؟ وهـنـا ســوف أذكــر لكم تجربتي حينما قــررت وبكل حــزم أن أتــرك عملي السابق الــذي كـانـت عاقتي به «عــاقــة عــشــق» أكــثــر مــن كــونــه عـمـا أقـــوم بواجبي تجاهه، فلقد كنت أتحضر كل صباح للقائه، وأستاء فــي الــيــوم الـــذي ال تنتظرني فيه كـومـة مــن األعمال الــتــي أنــجــزهــا، كـنـت أنـفـصـل عــن كــل شــــيء، بمجرد ما أن أضـع قدمي على بوابة العمل، حالة شعورية تصيبني في ذاك الوقت ال أستطيع وصفها. اسـتـمـر هـــذا الـعـشـق لــعــدد مــن الــســنــوات، ولــكــن دق ناقوس الرحيل في داخلي عندما شعرت أن الشغف تجاهه بدأ يتاشى ويخفت، أصبحت فكرة الرحيل تـــؤرق مــنــامــي، فـكـيـف لــي أن أتـــرك جـــزءًا مــن روحي داخله، وكيف أترك نجاحي وإنجازي، وفريق العمل الـــذي كـنـت أعــمــل ضمنه والــــذي صقلني وأكسبني الـعـديـد مــن الــخــبــرات واملـــهـــارات، أن تـكـون فــي بيئة عمل ذات جودة عالية ومتطورة، وتعمل ضمن فريق ناجح وتتركه في أوج اشتعال النجاحات كـان ذلك «قــرارًا جنونيًا» خصوصًا فـي ظـل «شـح الوظائف» الذي نعيشه اليوم، وأن تترك فرصة وترمي بنفسك للمجهول كان ذلك أكثر صعوبة.. لكنه تم. ال أخبركم عن كم الحزن والكآبة التي أصابتني حينها وأنا من اخترت، لكني كنت مؤمنة أن رسالتي في هذا املكان قـد انتهت، وعـلـي أن أسعى لهدف آخــر مـن أهدافي، وأعـــانـــق حـلـمـًا جــديــدًا مــن أحـــامـــي، وصــــار مــا كان والحمد لله أنا اليوم أمـارس نجاحًا آخر في طريق آخر، واكتشفت في نفسي وفي العالم من حولي أشياء أعظم، وأنا مؤمنة أن القادم أجمل بكثير مما أتوقع. فبعض الــقــرارات على الرغم من صعوبتها إال أنها تـفـتـح لــك بــوابــات ال تتخيلها، لــذلــك ال تــكــن أسيرا لشيء، دائما كن متقبا لألحداث التي تفرض عليك أو أن تجازف لخوضها، أبدا لن تتوقف الحياة على عمل أو على تجربة من تجارب الحياة، فدائما الحياة كــريــمــة وكــرمــهــا يـــــزداد مـــع األشـــخـــاص املستعدين واملـجـتـهـديـن، اســع بكل مــا فيك وســـوف تجد نفسك تغرق بكرمها.