ﻣﻦ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺼﺮﻓﻲ
مثل عقد الثمانينات مـن الـقـرن العشرين منعطفا جـديـدا فـي حياة الــحــمــر، إذ شــهــدت بــدايــتــه صــــدور قــــرار بتعيينه مـحـافـظـا ملصرف اإلمــارات العربية املتحدة املركزي الـذي كان قد صدر قانون اتحادي برقم 10 في العاشر من ديسمبر 1980 بتأسيسه ليخلف مجلس النقد لدولة اإلمـارات. وهكذا انتقل الرجل من ميدان تنظيم وتطوير العمل التربوي والتعليمي إلى قطاع تنظيم آلية العمل املصرفي وتطويره ومراقبة أجهزته وتحقيق النمو املتوازن لالقتصاد الوطني وتقديم املشورة للحكومة في الشؤون النقدية واملالية. ويمكن الـقـول إن هــذه الوظيفة املـرمـوقـة الـتـي تـوالهـا الحمر مـا بني عامي 1981 1991و أكسبته خبرة ال تقدر بثمن وعرفته على أوساط وأرباب املال واألعمال داخل اإلمارات وخارجها، وهو ما نجد تجلياته في نشاطه الـدوؤب خالل تلك الفترة كمحاضر في قضايا التخطيط االقـتـصـادي والتنمية والسياسات املالية واملـــوارد البشرية مـن على منابر الفعاليات املحلية والعربية واألجنبية. وبانتهاء فترة عمله محافظا ملصرف اإلمارات املركزي في سنة 1991 عينه الشيخ زايد مستشارا له في ديوان الرئاسة. وهي الوظيفة التي ظلت لصيقة باسمه حتى تاريخ وفاته في القاهرة في 12 آذار/ مارس .2005 لقد كان عبدامللك الحمر رحمه الله من نوعية الرجال املعادين للسكون والخمول، لذا فمن عاصره أو قرأ عنه سيكتشف أنه كان صاحب حركة مستمرة وحضور دائم في مختلف املحافل الفكرية، ناهيك عن قيامه في نفس الوقت بمسؤولياته الرسمية والتطوعية وعكوفه على إعداد املؤلفات في مجال تخصصه، بل واستمراره في طلب العلم (بدليل أنه أقـدم في عام 1991 على التسجيل في جامعة ريدنغ البريطانية لنيل درجة الدكتوراه عن أطروحة بعنوان «التنمية والتربية في دول مجلس التعاون الخليجي»). فعلى صعيد التأليف قدم الحمر للمكتبة الخليجية والعربية كتابا مهما باإلنجليزية تحت عنوان «تطور التعليم في البحرين 1940 - 1940 Development of Education in Bahrain 1965 - ،»1965 كما شـــارك املـــؤرخ واألديـــب والـشـاعـر الشيخ عبدالله بــن خـالـد آل خليفة فــي تـألـيـف كــتــاب مـهـم آخـــر تـحـت عــنــوان «الــبــحــريــن عـبـر التاريخ»، تـطـرقـا فـيـه إلــى تــاريــخ الـبـحـريـن الـقـديـم مـنـذ حــضــارة دملـــون، مرورا بالعصر اإلسالمي. وفضال عن ذلك كتب الرجل العديد من الدراسات واملــقــاالت املـطـولـة ونـشـرهـا فــي مـجـالت رصينة مثل مجلة دراسات الـخـلـيـج والــجــزيــرة الــعــربــيــة الـــصـــادرة عــن جــامــعــة الــكــويــت ومجلة الفيصل الفصلية الصادرة عن مركز امللك فيصل للبحوث والدراسات اإلســالمــيــة. مــن أهــم هــذه الـــدراســـات: دراســـة بـعـنـوان «الـتـعـلـيـم العام واإلنــمــاء البشري فـي الخليج العربي مـن منظور الجانب الكيفي»، ودراسة أخرى بعنوان «تحديد األولويات هو املدخل املناسب للتعامل مع املتغيرات االقتصادية والنفطية»، ودراسـة ثالثة بعنوان «تنمية االتجاهات للنزوع إلـى املستوى الجيد في التعليم»، ودراســة رابعة بـعـنـوان «املــصــارف اإلســالمــيــة ومــا لـهـا مــن دور مــأمــول وعـمـلـي في التنمية الشاملة». ومن األمور األخرى التي انشغل بها الحمر فـي مـشـوار حياته الـثـري قضايا حقوق اإلنـسـان ثم مسائل اإلغـاثـة اإلنسانية. ونــجــد تــجــلــيــات ذلــــك فـــي قيادته للجنة حقوق اإلنسان اإلسالمية التي تأسست في لندن في عام 1997 كمنظمة غير ربحية وظيفتها العمل مع منظمات مختلفة ذات خلفية إسالمية أو غـيـر إســالمــيــة لتحقيق الـــــعـــــدالـــــة لــــكــــافــــة شعوب كــــــوكــــــب األرض. ونجد تــجــلــيــات ذلـــــك أيـــضـــا في عضويته في هيئة الرئاسة للمجلس اإلسالمي العاملي للدعوة واإلغاثة، علما بأن هذا املجلس عبارة عن هيئة إســالمــيــة عــاملــيــة تــأســســت في الـقـاهـرة فـي عــام 1988 مـن أجل التنسيق بني جهود أكثر من مائة من الهيئات واملنظمات اإلسالمية الرسمية والشعبية حول العالم لجهة مسائل الـدعـوة وتقديم اإلغاثة والعون.