اجلمر حتت الرماد
عــكــســت تــصــريــحــات الــرئــيــس األمــريــكــي دونالد تـــرمـــب، فـــي أول تــعــلــيــق رســـمـــي لـــه عــلــى مصير قاعدة «العديد» في قطر، والتي أعلن خاللها أن 10 دول مستعدة الحـتـضـان الـقـاعـدة األمريكية، اســتــيــاء وتــمــلــمــال أمــريــكــيــا مـــن مـــواقـــف الدوحة الداعمة لإلرهاب. وبحسب مراقبني، فإن واشنطن بـدأت تفكر جديا في نقل «العديد» حال استمرار التمترس القطري وراء مواقف متصلبة ال تنبئ بقرب حل األزمة مع استمرارها في دعم التنظيمات اإلرهابية. وتــؤشــر الـتـصـريـحـات األمــريــكــيــة، إلــى أن النظام القطري بــات فـي عـزلـة سياسية ال فـكـاك منها إال بــالــرضــوخ ملــطــالــب الـــــدول الــداعــيــة إلـــى مكافحة اإلرهــــــاب، وااللـــتـــزام بــاملــبــادئ الــســت الــتــي أقرها اجتماع وزراء الخارجية للدول األربع في القاهرة أخــيــرا. وبـحـسـب مــصــادر خـلـيـجـيـة، فـــإن «الجمر تحت الــرمــاد»، ولـيـس مـن املستبعد اشتعاله في أي لـحـظـة ضــد قــطــر، خـصـوصـا بـعـدمـا انكشفت رهانات الدوحة ومخططاتها التآمرية ضد دول الخليج، وارتماؤها في أحضان النظام اإليراني. وكان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب األمريكي إدوارد رويس، قد لوح أخيرا أن الواليات املتحدة قد تنقل قاعدتها العسكرية من قطر إلى بلد آخر، إذا لم تغير الدوحة من تصرفاتها الداعمة ملا اعتبره «جماعات متشددة». وقال املسؤول األمريكي: أعتقد أنه في حال لم تتغير تصرفات قطر، فإنه ستكون لدينا إرادة بالتطلع لخيارات أخرى للقاعدة العسكرية، معتبرا أنه من غير املـالئـم أن تستضيف قطر الـقـوات األمريكية وفـي ذات الوقت تدعم «حركات متشددة». وتابع «إذا كــنــا نــتــحــدث عـــن تـــحـــرك تــشــريــعــي لفرض عـــقـــوبـــات عــلــى أولـــئـــك الـــذيـــن يـــدعـــمـــون حركات متشددة، وإذا كانت قطر تدعم تلك الحركات، فهذا يعني أننا نتحدث عن عقوبات ضد قطر». وبـيـنـمـا لــم يــعــط رويــــس تـفـاصـيـل حـــول طبيعة الـعـقـوبـات الـتـي يعمل عليها مــع بــرايــان ماست، زميله الجمهوري فـي مجلس الـنـواب، إال أن هذا التوجه يعد إعالنا قويا أيضا على أن املشرعني األمريكيني يمتلكون أدلــة قوية على إرهــاب قطر ودعـمـهـا للجماعات املـتـطـرفـة، إذ يــرى هـــؤالء أن دويـلـة قطر حـاولـت اللعب على وتــر االنقسامات العربية، لتحقيق طموحات دولة صغيرة النتزاع دور أكبر من مساحتها فى اإلقليم. يــذكــر أن «الـــعـــديـــد» تــمــثــل أكــبــر قـــاعـــدة عسكرية أمــريــكــيــة فـــي الـــشـــرق األوســـــــط، كــونــهــا تحتضن نحو 11 ألف عسكري أمريكي، وتشكل رأس جسر لعملياتها في املنطقة، بما في ذلك ضد «داعش» في سورية والعراق.