Okaz

من يرضي املغلوب على أمره؟

-

لي صديق أظن أن دمه عسل (وبعض الظن إثم)، هذا الصديق حينما رأى أحد الضيوف مقبا علينا في مجلسنا، وكان رجا مطواال، فلم يستسغ صديقي رؤية تلك القامة الفارعة وعلى عجل قال مستنكرا: - اش هذا والله إنه أطول من شهر شوال.! هذه الطرفة لم أوردها لكي يقال إن دمي أو دم صديقي (عسل) ال، أبد، وإنما أوردتها لكي أشير إلى أن شهر شوال أصبح محطة تندر عند املواطنني انتظار صرفه.. وراتــب شهر رمـضـان يكاد يكون الشهر الوحيد الــذي يجتمع عليه قساة القلب مـن كـل مـكـان، ويـمـزقـون آالفــه شـر تمزيق حتى إذا أطل شهر شــوال كـان ضيفا ثقيا على أنــاس فا يجدون ما يدفع أيامه الثاثني سـوى التندر على حالتهم، وألن الجيوب تغدو نظيفة من (وسخ الدنيا) تصبح أيام وليالي شهر شوال أكثر وحا عما سواها من أيام السنة. وأعتقد أن على الجهات املعنية بــإراحــة املــواطــ­ن وسـعـادتـه تشكيل لجنة تبحث في تكالب ذبـاب الضيق وبعوض (الفلس) وطفيليات (النواقص) املعيشية، وكيف يمكن نجاة املواطن من كل اآلفات التي تـدهـمـه انــتــظــ­ارا لــراتــب شـهـر شـــوال، وهــنــاك معطيات كـثـيـرة تحفز الباحثني على إيـجـاد الحلول لكمية التظلم مـن عبور أيــام وليالي شهر شوال يكون فيه الفرد خالي الوفاض إال من التشكي واالنتظار املمتد. ويمكن لهذه اللجنة أن تبحث فكرة زيادة راتب رمضان سنويا حتى ولو كانت الزيادة مستقطعة من (بيت مال املسلمني) أو أموال الزكاة، فـإذا كانت الزكاة توجب أو يستحقها املسكني الـذي يستوفي دخله احتياجات يومه فقط، فإن كل املوظفني يدخلون في خانة املساكني، إذ إن دخولهم تحقق تغطية احتياجاتهم لشهر واحد فقط. وحجة الزيادة في راتب رمضان كونه راتبا يتاشى تماما أمام كل الطلبات التي من الواجب على رب األسرة توفيرها، يلي ذلك وجوب إدخال البهجة والفرحة لأسرة أثناء أيام العيد، وهذه لوحدها تقصف عمر الراتب حتى ولو كان 20 ألفا فما بالك بالدخول املتواضعة التي تشوى على سيخ يوضع بني جمرات األسعار امللتهبة فا يبقى منه شيء سوى مصمصة (عظام) أيام وليالي شهر شوال. وبعيدا عن التنكيت والصور املبالغ فيها فإن املواطنني يجدون عنتا في تدبر احتياجاتهم لكي يعبروا أيام رمضان والعيد يضاف إليها اإلجازة. وإذا أردنـــا الــعــودة والـضـحـك على تـاشـي الــرواتــ­ب فـسـوف نجد أن نحويا، سأل زوجته: ماذا تعرفني عن النحو والصرف ؟ فقالت له: أن تصرف راتبك على النحو الذي يرضيني. املشكلة أن كــل االحـتـيـا­جـات تـريـد مــن كــل مـوظـف أن يـصـرف راتبه على النحو الذي يرضيها، بينما ليس هناك من يرضي هذا املسكني املغلوب على أمره.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia