ألغام تنسف استثمار«توتال» لـ8.4 مليار دوالر في إيران
تــواجــه اتـفـاقـيـة شــركـة تــوتــال الـفـرنـسـيـة السـتـثـمـار 4.8 مليار دوالر في قطاع النفط اإليراني ألغاما كثيرة، مع ارتفاع نسبة املخاطرة بعد تلويح الرئيس األمريكي دونالد ترمب بالتراجع عن االتفاق النووي اإليراني ورفع العقوبات على طهران، وعزم طـهـران إنـفـاق القسم األعـظـم مـن عـوائـد االتـفـاقـيـة على شؤون زعزعة االستقرار باملنطقة والعالم. ويرى املراقبون أن هذه العوامل بمثابة القنبلة التي ستنسف اتفاق توتال النفطي مع إيران، خصوصا العوامل الداخلية التي أضحت تهدد استقرار الـبـاد على غــرار تحديد خليفة الولي الفقيه املصاب بالسرطان، واندالع الصراع خلف األبواب املغلقة وال شك أنه محرك ألهم الصراعات الحالية في قمة الحكم. خبراء تحدثوا عن إمكانية عرقلة العقد؛ جراء العوامل الدولية والداخلية التي قد تؤثر على سير االتفاق، إذ يقول الباحث في مؤسسة بـحـوث الـشـرق األوســـط )FEMO( صـاحـب كـتـاب «أين تتجه إيـــران؟» محمد أمــن: «الـظـروف السياسية تؤكد بالفعل حــالــة عـــدم الــيــقــن بــشــأن الــعــقــد الــــذي يـمـكـن أن يــقــوض بفعل الـتـهـديـدات الرئيسية الـتـي تـحـاط بها إيـــران، أهــم التهديدات، مراجعة واشنطن سياستها تجاه إيران؛ األمر الذي يلقي بظاله على مستقبل االتفاق النووي، وهو األمر الذي أسر به العديد من املراقبن، إضافة إلى إمكانية تبني عقوبات جديدة للكونغرس األمــريــكــي يـمـكـن أن تـنـسـف االتـــفـــاق، كـمـا يــجــري الــحــديــث عن تهديدات أخرى تتعلق بعدم االستقرار السياسي في إيران ومن ضمنها، الصراع املفتوح بن روحاني والجناح املهيمن على السلطة الحاكمة». وأضـــاف أمــن: «الــخــاف السياسي فـي طـهـران بلغ أوجـهـه في األسابيع األخيرة إلى حد تعزيز فكرة عزل الرئيس روحاني من كرسي الرئاسة، كما أن املرشد األعلى وجناحه يعارضان بشدة هــذا الـنـوع مـن العقود، أي ،IPC الــذي بموجبه وقعت اتفاقية توتال، وهو النوع الذي يحل محل عقود إعادة الشراء، ويسمح للمستثمرين األجانب أن يكون لهم نصيب من إجمالي إنتاج الغاز». وفـي العام املاضي كـان علي خامنئي معارضا هـذا النوع من العقود، وذلك خال خطاب عام له. ويــقــارن املــتــحــدثــون بــاســم جــنــاح خـامـنـئـي االتــفــاق بمعاهدة «تـركـمـان شــاي» وهــي معاهدة مفروضة على إيـــران، إذ فقدت في العام 1828 مساحات في املناطق الشمالية لصالح روسيا، إضافة لكون عقود IPC تعارض دستور الباد وحقوق شركة إيران النفطية. وتـــابـــع أمــــن: «إن بـــتـــروفـــارس الــتــي تـــشـــارك فـــي كونسرثيوم بإدارة توتال لتطوير املرحلة الـ11 هي واحدة من فروع (شركة نيكو - ،)Naftiran Intertrade COmpany وهذه الشركة متورطة في السنوات األخـيـرة، في عملية غسل األمــوال، وتمويل قوات الــحــرس الـــثـــوري، وتــطــويــر الــبــرنــامــج الــصــاروخــي اإليراني، وكـانـت واشـنـطـن قـدمـت هــذه الـشـركـة فـي قائمة الـعـقـوبـات في أعوام 2010 2012و .»2013و يذكر أن عقد االتفاق ينص على أن تمتلك شركة توتال الفرنسية %50.1 مـن أسـهـم كونسورتيوم مـن شـأنـه أن تعمل على حقل الغاز، وتليها شركة الصن الوطنية للبترول )CNPCI( بنسبة ،%30 وبـــتـــروفـــارس اإليـــرانـــيـــة ،)%19.9( وســيــحــدث تطوير البرنامج على مرحلتن: األولــى (فـي 40 شـهـرا)، (مـع ما يقدر بنحو مـلـيـاري دوالر تـوفـرهـا تــوتــال)، وتشمل حفر 30 بئرا، وبناء منصتي تركيب لخطي االتصال البري لتجهيز املرافق املخصصة للمشروع.