بوادر «النجاح» بانت من عصاريها

ظهور مرتقب لاتحاد العربي لكرة القدم باطالة متجددة من أرض الكنانة يستهل بها مسابقاته العائدة بعد غياب طويل، وهي العودة التي تشكل تحديا جديدا ومهما لهذا االتحاد وقبل ذلك رئيسه األمير تركي بن خالد في واحدة من أصعب وأعقد التنظيمات الرياضية التي عرفتها كرة القدم وفي ظروف استثنائية تشهدها الساحة العربية.. فهل سينجح فـي إمـاطـة األذى السياسي عـن الطريق الـريـاضـي بني األشقاء العرب؟ وهـل تقول الرياضة كلمتها في هـذا املحفل الجامع لكل ألوان الطيف العربي بعدما عجزت جامعة الدول العربية في لم الشتات وتوحيد الصف لنشاهد التفافا عربيا صرفا وخالصا من املنغصات في أرض الكنانة ؟! نتمنى بالتأكيد ذلــك بـل ننتظره ونتوقعه على يـد الــجــراح املاهر األمير تركي صاحب النجاحات املشهودة على أكثر من صعيد وفي أكـثـر مــن مـهـمـة. فـالـكـل اآلن يـضـع يــده عـلـى قلبه ويـتـسـاءل هــل لدى االتحاد العربي ما هو جديد ومقنع لكل محبي الرياضة العربية من الخليج إلى املحيط؟ وهل سينجح حوار األقدام في لم الشمل العربي بعدما فشلت العقول العربية فـي جعلنا على قلب رجــل واحـــد؟! أم ستظهر املنافسات العربية كما عهدناها على مــدار 40 عاما -رغم مجاهدات األمير فيصل بن فهد رحمه الله واألميرين سلطان بن فهد ونواف بن فيصل من بعده- محدودة الطموح وفاقدة للروح من خال الحضور املخجل واملجامات التي رأيناها تطفو على السطح مع أول احتكاك ميداني.. أسئلة كثيرة مشروعة تــدور فـي أذهـانـنـا كمحبني لاتحاد العربي وملسابقاته قبيل انطاقة دوري أبطال العرب، وهو ما يدعونا حقيقة للتأكيد بأن االتحاد العربي أمام مهمة صعبة إلقناع العالم بأكمله بقدرته على تغير مفاهيم غرستها السياسة وغذاها اإلعام املنفلت، فالتغييرات الجوهرية التي أحدثها الرئيس الجديد لاتحاد األمير تركي بن خالد ومجلس إدارتـه كافية من وجهة نظر الكثيرين، وأنا أولهم لتغيير الصورة الذهنية لبطوالت ومنافسات االتحاد العربي، وال شك أن الحقنة التنشيطية التي حقن بها األمير تركي بن خالد أوردة االتحاد قادرة بإذن الله على إعادة الحياة لجسده العليل مما يجعلنا أكثر تفاؤال بعودة البطوالت العربية إلى سابق عهدها في ظل الخطوات املحسوبة بعناية على صعيد التنظيم إذ نجح االتحاد في اختيار الوقت املناسب الذي يساعد األندية على املشاركة وقياس مدى استعداداتها للموسم الرياضي واختبار جاهزية العبيها، كأنها املرة األولى ال تتعارض مع روزنامة املشاركات األخرى سواء القارية أو العاملية، فإقامة بطولة في شهري يوليو وأغسطس فرصة ذهبية لألندية العربية الختبار قـدراتـهـا، كما أن رفــع سقف الـجـوائـز دافع قوي في حد ذاته للمشاركة، أضف إلى ذلك االلتزام بمشاركة األبطال حفاظا على املستوى الفني للبطولة وعلى هيبتها مستقبا، وفي اعتقادي أن االتحاد العربي وفر (كـل) أدوات النجاح لهذه البطولة، ولــم يتبق إال أن تكتمل املنظومة بتفاعل اإلعــام الرياضي العربي اإليجابي معها وبالحضور الجماهيري الذي هو ملح البطوالت، وال ينتابني الشك في أن أهـل الضيافة لن يضنوا بجماهيرهم، وكذلك كل العرب املتواجدين على أرض الكنانة. ومن جانبي أقول مبروك

مقدما للرئيس الطموح والخبير األمير تركي بن خالد.