تركيا.. احلياد شرط الوساطة

بـن اململكة وتركيا تـوافـق يهيئ لتحقيق تعاون مشترك يمكن كال البلدين من رعاية املصالح املشتركة بينهما ويمكن كليهما من مواجهة األخطار والتحديات التي تهدد املنطقة، غير أن بن البلدين خالفا يجعل مـــن إمــكــانــيــة قــيــام هـــذا الــتــعــاون املشترك موضع شك، وتوحيد قواهما على مواجهة التحديات موضع ريبة، وإذا كان ذلك مما يصدق على كثير مـن األصـعـدة التي على رأسـهـا مكافحة اإلرهـــاب ومـقـاومـة التمدد والـتـدخـل اإليــرانــي فـي شــؤون املنطقة فإن تلك الريبة في التعاون والشك في إمكانية التفاهم تبلغ غايتها حن تتصل باملسألة القطرية، وهــي ريـبـة تتأسس على تساؤل عما إذا كـانـت تركيا قـــادرة على أن تلعب دور الوسيط لحل الـخـالف مـع قطر إذا ما كـانـت هـي نفسها تركيا الـتـي بـاتـت تشكل جـزءا من املشكلة مذ أعلنت مبكرا موقفها املنحاز إلـى قطر، ودعمت هـذا املوقف بما أنشأته من قاعدة عسكرية في قطر وبإرسال جنودها إلى تلك القاعدة، وهو األمر الذي عزز من التعنت القطري ودفع الدوحة إلى مــزيــد مــن االنـــعـــزال عــن مـحـيـطـهـا العربي الخليجي واالعتماد على حليفها التركي اعــتــمــادا كــامــال والـتـلـويـح بــإيــران كحليف آخر كذلك. ولــذلــك كـلـه فـــإن نــجــاح مــا يـعـتـزم الرئيس التركي القيام به من وساطة بن قطر والدول املقاطعة لـهـا، وعـلـى رأسـهـا اململكة، خالل محادثاته مع خادم الحرمن الشريفن امللك سلمان عند زيارته للمملكة مطلع األسبوع املـــقـــبـــل يـــظـــل مـــرهـــونـــا بـــاســـتـــعـــداد تركيا للتخلي عن موقفها املنحاز لقطر والتراجع عـن دعمها السياسي والعسكري لها، فإذا تمكنت من ذلك فإن بإمكانها أن تنجح في القيام بالوساطة انطالقا من ثقلها السياسي ومقدرتها على الضغط على قطر للتراجع عن تعنتها وحسبها في ذلك إشعار قطر أال تعول عليها في استقوائها على محيطها الخليجي والعربي، وأال ترتمي في حضن إيــران التي ال تشكل سياساتها خطرا على الدول العربية فحسب، بل على تركيا كذلك.