Okaz

القطبيون اجلدد.. بل أنتم القطريون اجلدد !

-

من املفاجئ جدا أن يقوم «البناؤون» نسبة إلى حسن البنا و«القطبيون» نسبة إلى سيد قطب، و«السروريون» نسبة إلى سرور زين العابدين، و«القطريون الجدد» نسبة إلى العمالة إلى قطر، بتعليمنا حب الوطن، وهم يهيمون وينتمون لكل ساقط والقط إال وطنهم. لنعد للحكاية من بداياتها، عندما كـان الوطنيون يقومون للعلم السعودي ويتغنون بالنشيد الوطني، ويطالبون بتقديره ورفعه فـوق األبنية واملؤسسات الحكومية، كـان األمميون يعلمون أبناء نا أن حسن البنا أهم من امللك عبد العزيز، وأن سيد قطب أكثر تأثيرا مـن فيصل وخـالـد وفهد وعبدالله وسلمان، وأن تــراب قندهار وكابول والشيشان وتورا بورا والشيشان وغزة وحلب وطربزون أقرب لقلوبهم من خزامى نجد وورد الطائف وسرو عسير. كـنـا نـقـوم للعلم احــتــرام­ــا، وهــم يـتـعـمـدو­ن الـجـلـوس، ويتهموننا أننا نقف لصنم ونشرك للوطن، في حني أنهم يقفون بعيونهم وقلوبهم قبل أجسادهم لعلم حماس وتركيا وطالبان. في الوقت الذي كان اإلعـام يحث على تعليم مادة الوطنية في مدارسنا، كان القطبيون ينشرون كتب سيد قطب اإلرهابية في املدارس وعلى أرفف املستشفيات واملساجد، وهي الكتب التي تفرض الحاكمية فكرا، وتكفر من خارج الجماعة قوال، وترفض الوطن وتعتبره عدوها األول فعا. «القطريون الجدد» أو سمهم ما شئت هم رجيع مهزوم في قضية الخريف العربي، هذه املجموعة كـانـت تمني النفس أن يتحقق املــشــرو­ع الـقـطـري األوبــامـ­ـي اإلخــوانـ­ـي بانهيار الـسـعـودي­ـة، ونشر االحتجاجات واالقتتال في مدنها وشوارعها، هزيمتهم النفسية ال تزال مراراتها في حلوقهم وعلى ألسنتهم. اليوم يندحرون مرة أخرى في معركة كشف إرهاب قطر وتآمرها ضد اململكة، حني فوجئوا بانحياز كامل املواطنني مع قيادتهم في معركتهم ضد حلف املكايدة اإليراني القطري. ال شـك أن الـدوحـة تسأل أيــن ذهــب تأثير كـل تلك الحقائب املليئة بمئات املـايـني، أيــن شقق لندن ومزارع طربزون، كيف انهار مشروعهم الحتال الشارع السعودي الذي قاده «السعوقطريو­ن» نيابة عنهم. حاولوا بأكثر من وسيلة إحداث انشقاق بني الخطاب الرسمي ومواطنيه، نسوا أنهم كانوا يؤيدون مشاريع طبخت في الدوحة ونفذوها بكل وضاعة، إذا نسوا فلن ننسى «فكوا العاني»، والراتب ال يكفي الحاجة، وثورة حنني، وغيرها الكثير، وعندما فشلوا، ألقوا ما في أيديهم من سحر االتهام على املؤمنني بوطنهم. معظمهم هـرب من دفـع فواتير الخيانة، إثـر إطــاق كبيرهم الــذي علمهم «السحر» «خـذ حذرك»، االنسحاب كـان بسبب انتظار السعوديني طويا أن يـأخـذوا موقفا مع بادهم، لكنهم كالعادة هربوا نحو املواقف املائعة. الوسيلة الجديدة القديمة، هي عدم مهاجمة قادة الباد، فهم أجنب من ذلك، لكن املتاح هو هدم صورة الوطنيني واملثقفني واإلعاميني، قديمة ملاذا.. ألنـهـا مـورسـت منذ الثمانينات، فقد كــان تـركـي الـسـديـري - رحـمـه الله - ويــوســف دمــنــهــ­وري وهــاشــم عــبــده هــاشــم ويــوســف الـكـويـلـ­يـت وعابد خـزنـدار، وعبدالله خياط، وعبدالله أبـو السمح والشاعر محمد الثبيتي وعزيزة املانع، وغيرهم الكثير في مرمى افترائهم. أسقطت عليهم اتهامات تلو االتهامات، كتاب شيوعيون علمانيون، ثم ماحدة وتغريبيون، ثم ليبراليون، وأخيرا وصلنا إلى «وطنيون جدد». السؤال الكبير ماذا يريد تيار القطبيني الذي يبدأ بمنشقي لندن، ويمر من باريس حيث مطلقو اليونسكو، وانتهاء بالطابور الخامس املتواري في زوايا وسائل التواصل االجتماعي، ممن نزلت على بعضهم الوطنية بالبرشوت، والبعض خوفا، واآلخـريـن يتملصون ويـعـودون للدوحة مرة أخرى حيث مهوى أفئدتهم وجيوبهم. القطبيون املهزومون، هم مدرسة في الضال والتصنيف، وهم يكررون نفس الخيانات منذ احتال صدام للكويت وتهديده للسعودية، ألنهم لم يتعودوا أو يتربوا على الوقوف مع قضايا األوطان، لقد تغذوا ونشأوا على عبادة املرشد وإعاء كلمة الحزب.

 ??  ??
 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia