قطر واإلحباط العربي.. !
يقول الكاتب اإلسرائيلي يوسي ميلمان، من مقال له بصحيفة معاريف العبرية: إن إسرائيل هي املستفيد األكبر من الحروب الدائرة حاليا في الشرق األوسـط، ألن أعـداء إسرائيل يستنزفون بعضهم البعض، وال يوجد تقريبا اهتمام بمحاربة إسرائيل. وهـنـا نتساءل عمن وراء دعــم الجماعات اإلرهـابـيـة فـي سورية – مثا – وغيرها، وكيف يحقق هـؤالء أمن إسرائيل الـذي تحلم بـه، ناهيك عن إنهاك الجيوش العربية التي انشغلت بمحاربة الجماعات املتطرفة. نعرف جميعا الدور القطري املشبوه في دعم هذه الجماعات من جانب، والتحالف مع إيران وجماعاتها اإلرهابية من جانب آخر؛ ملحاربة النظام السوري؛ وملقاتلة سكان املناطق السنية والكردية ليس في سورية وحسب، بل وفي العراق أيضا. والعاقة الوطيدة بن هـذه الجماعات التي تلقى الدعم املادي واللوجستي القطري وبن إسرائيل غير خافية، فمنذ عام م2013 عالجت إسرائيل نحو ثاثة آالف جريح في مستشفياتها، بل إن بنيامن نتنياهو – رئيس الـــوزراء الصهيوني – قد زار بعض الجرحى في أماكن عاجهم، ناهيك عن حصولهم على دعم مادي نقدي، تدفع به الجماعات رواتب املقاتلن على األراضي السورية، وقد اعترف أحد هؤالء املقاتلن ويدعى «معتصم جوالني» بأنه لوال املساعدات اإلسرائيلية ما تمكنت جماعته من الصمود في املعارك. الدور اإلسرائيلي املشبوه في سورية – والذي يتواءم ويتفق مع الدور القطري – واضح وجلي، إذ تعد إسرائيل – كقطر تماما – الراعي الرسمي للمنظمات املتطرفة التي تنشر الخراب والدمار في سورية الشقيقة منذ أعوام، وقد استغلت إسرائيل هذه الفوضى السائدة في سورية لتهجير يهود حلب إلى إسرائيل، والعاقة الحميمة بــن الــيــهــودي األمــريــكــي «مــوتــي كـهـانـا» والجماعات املتطرفة في سورية معروفة للجميع، ومـن ثم ال عجب أن يأمر بنيامن نتنياهو بعاج جرحى هذه الجماعات في إسرائيل. إن انهيار الدولة السورية الذي تلعب قطر فيه دورا رئيسا يحقق إلسرائيل مكاسب عديدة، بل إن الفوضى السائدة في دول عربية شقيقة أخـــرى كــالــعــراق يحقق لـهـا مــزيــدا مــن املــكــاســب، أبرزها تحييد هذه الدول، وتدمير جيوشها، ولنا أن نتخيل حجم هذه املكاسب عندما نعلم أن العراق بحاجة إلى توجيه موارده لعدة عـقـود قـادمـة مـن أجــل إصــاح مـا أفسدته داعــش وأخـواتـهـا، أما سورية فالله وحده يعلم متى تنتهي الحروب واملعارك فيها، وكم تحتاج من وقت ومال إلعادة الحياة إلى طبيعتها إلى األراضي السورية. إذن الدعم القطري للمنظمات والجماعات اإلرهابية في سورية ولـيـبـيـا والـــعـــراق والــيــمــن، يـحـقـق بـشـكـل أو بــآخــر أحـــام العدو اإلسـرائـيـلـي فـي حـيـاة آمـنـة وادعـــة مطمئنة، ليمارس املـزيـد من العربدة في األراضي العربية الفلسطينية املحتلة، فيبني عليها ما يشاء من مستوطنات، ويدنس ما عليها من مقدسات. وال نبالغ فيما ذهبنا إليه من تحليل واستنتاج، وإال: هل سلحت أو دعــمــت قـطـر فـصـيـا مــن هـــذه الـفـصـائـل املـقـاتـلـة فــي سورية، إلطـــاق ولــو قذيفة واحـــدة على املحتل اإلسـرائـيـلـي فــي هضبة الجوالن العربية السورية؟! نعم، قطر درع واق إلسـرائـيـل، وكما أنها عامل مهم فـي زعزعة أمن واستقرار الخليج واملنطقة العربية، هي عامل مهم – كذلك – في تحقيق أمن إسرائيل، وستثبت األيام صدق ما ذهبت إليه، وأخشى أن يكون ذلك بعد فوات األوان.