Okaz

أنقذونا من وزارة «الشلل الرباعي»!

- ناصر بن جزاء القحطاني

أكــثــر مـــن ســـت ســـنـــوا­ت مــضــت عــلــى إنـــشـــا­ء وزارة اإلسكان ،)1432( وتعاقب عليها ثالثة وزراء، دون أن يلمس املواطن أي أثر إيجابي لتحقيق حلمه في امتالك منزل مناسب يؤويه وأسرته. وظلت الــوزارة على مدى هذه السنوات تطلق الــتــصــ­ريــح تــلــو اآلخــــر مــبــشــر­ة بحلول نهائية لهذه اإلشكالية التي يتطلع املـــواطـ­ــنـــون إلحــالــت­ــهــا إلــــى متحف الــتــاري­ــخ قــريــبــ­ا، ولــكــن تــظــل هذه الــتــصــ­ريــحــات عــلــى نــحــو املثل الـــــعــ­ـــربـــــ­ي املـــــــ­ـعــــــــ­روف «نسمع جعجعة وال نرى طحنا». ولعل أبلغ وصف لحال وزارة اإلسـكـان هـو مـا أطلقه عليها أعــضــاء فــي مـجـلـس الشورى شــنــوا هـجـومـا عنيفا عليها وعــلــى وزيـــرهــ­ـا، إذ قـــالـــو­ا «إنـــهـــا تــعــانــ­ي مـــن شلل رباعي ووفاة دماغية، لسوقها املواطنن قهرا إلى أفــواه البنوك الـفـاغـرة»، مطالبن باستدعاء وزير اإلسكان تحت قبة الشورى، ومساءلته عن «الواقع الكالح واإلخفاق فادح املرارة».. ورغم أن الدولة دعمت وزارة اإلسكان بـ052 مليار ريـــال لتوفير قـــروض لـلـمـواطـ­نـن، إال أن وعودها وتـــصـــر­يـــحـــات­ـــهـــا الـــوهـــ­مـــيـــة تــســبــب­ــت فــــي إحباط املــواطــ­نــن، الــذيــن بــاتــوا يـشـعـرون بــأن حلمهم في امتالك منزل مناسب أصبح كمن يبني قصرا فوق رمال متحركة. وال شــــك أن تـــأمـــن الـــســـك­ـــن يــشــكــل ضـــــرورة اجتماعية واقتصادية أكيدة للمواطن فـــي الـــريـــ­ف والــحــضـ­ـر مـــعـــا، وهــــو ما يجعلنا نتطلع ألن تراجع الوزارة حـــســـاب­ـــاتـــهـ­ــا وســــيـــ­ـاســــاتـ­ـــهــــا بما يــنــســج­ــم مـــع تــطــلــع­ــات املواطنن وطـــــمــ­ـــوحـــــ­اتـــــهــ­ـــم وأحـــــال­مـــــهـــ­ــم املشروعة، وأال ترهن تحقيق أحــــــال­مــــــهــ­ــــم تـــــلـــ­ــك للبنوك واملــــــ­ــطـــــــ­ـوريــــــ­ــن، وأن تغير بوصلتها باتجاه املستهدف الــرئــيـ­ـســي بــخــدمــ­اتــهــا وهو املواطن طالب السكن، واإلجابة عن تساؤالته حيال العالقة بينه والجهات التمويلية الستعادة الثقة املـهـزوزة، ذلـك أن مـبـادرات اإلسـكـان لم يشرك فيها رغم أنه (املستفيد النهائي).

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia