أنقذونا من وزارة «الشلل الرباعي»!
أكــثــر مـــن ســـت ســـنـــوات مــضــت عــلــى إنـــشـــاء وزارة اإلسكان ،)1432( وتعاقب عليها ثالثة وزراء، دون أن يلمس املواطن أي أثر إيجابي لتحقيق حلمه في امتالك منزل مناسب يؤويه وأسرته. وظلت الــوزارة على مدى هذه السنوات تطلق الــتــصــريــح تــلــو اآلخــــر مــبــشــرة بحلول نهائية لهذه اإلشكالية التي يتطلع املـــواطـــنـــون إلحــالــتــهــا إلــــى متحف الــتــاريــخ قــريــبــا، ولــكــن تــظــل هذه الــتــصــريــحــات عــلــى نــحــو املثل الـــــعـــــربـــــي املــــــــعــــــــروف «نسمع جعجعة وال نرى طحنا». ولعل أبلغ وصف لحال وزارة اإلسـكـان هـو مـا أطلقه عليها أعــضــاء فــي مـجـلـس الشورى شــنــوا هـجـومـا عنيفا عليها وعــلــى وزيـــرهـــا، إذ قـــالـــوا «إنـــهـــا تــعــانــي مـــن شلل رباعي ووفاة دماغية، لسوقها املواطنن قهرا إلى أفــواه البنوك الـفـاغـرة»، مطالبن باستدعاء وزير اإلسكان تحت قبة الشورى، ومساءلته عن «الواقع الكالح واإلخفاق فادح املرارة».. ورغم أن الدولة دعمت وزارة اإلسكان بـ052 مليار ريـــال لتوفير قـــروض لـلـمـواطـنـن، إال أن وعودها وتـــصـــريـــحـــاتـــهـــا الـــوهـــمـــيـــة تــســبــبــت فــــي إحباط املــواطــنــن، الــذيــن بــاتــوا يـشـعـرون بــأن حلمهم في امتالك منزل مناسب أصبح كمن يبني قصرا فوق رمال متحركة. وال شــــك أن تـــأمـــن الـــســـكـــن يــشــكــل ضـــــرورة اجتماعية واقتصادية أكيدة للمواطن فـــي الـــريـــف والــحــضــر مـــعـــا، وهــــو ما يجعلنا نتطلع ألن تراجع الوزارة حـــســـابـــاتـــهـــا وســــيــــاســــاتــــهــــا بما يــنــســجــم مـــع تــطــلــعــات املواطنن وطـــــمـــــوحـــــاتـــــهـــــم وأحـــــالمـــــهـــــم املشروعة، وأال ترهن تحقيق أحــــــالمــــــهــــــم تـــــلـــــك للبنوك واملــــــــطــــــــوريــــــــن، وأن تغير بوصلتها باتجاه املستهدف الــرئــيــســي بــخــدمــاتــهــا وهو املواطن طالب السكن، واإلجابة عن تساؤالته حيال العالقة بينه والجهات التمويلية الستعادة الثقة املـهـزوزة، ذلـك أن مـبـادرات اإلسـكـان لم يشرك فيها رغم أنه (املستفيد النهائي).