Okaz

أبي وقطر.. وأنا

- عبدالعزيز الطويان

مـمـا ال شــك فـيـه أن سياسة قـــــطـــ­ــر كـــــــان­ـــــــت بــــظــــ­اهــــرهــ­ــا ولــغــيــ­ر املــتــاب­ــع للتفاصيل والـــتـــ­عـــقـــيـ­ــدات السياسية؛ تـتـمـكـيـ­ج وتـــرتـــ­دي قــنــاع الــخــيــ­ر والـــعـــ­ون! فــاملــتـ­ـابــع لــهــا والهالة اإلعـالمـي­ـة املـرافـقـ­ة، كـانـت تقدمها كـدولـة تغيث املـلـهـوف وتطعم الـجـائـع وتــؤمــن الـخـائـف! مــن هـنـا بـــدأت األدلــجــ­ة املـغـطـاة بغطاء ديني نتيجة املديح الذي ال يتوقف من مرتزقتها في الداخل! فكنت أحكي لوالدي (شفاه الله) عن كل حدث تتصدر قطر املشهد فيه؛ فيكون رد أبي حينها باملثل الشعبي الدارج «اللي ما فيه خير ألهله مـا فيه خير للناس»، فكان جـوابـا حينها غامضا بالنسبة إلي! وعرفت فيما بعد ماذا يقصد! فالتدخل القطري في السودان الذي قدم كإنجاز سياسي وكتب فيه ما كتب، وكيل فيه املديح والثناء؛ كانت نتيجته تقسيم الــســودا­ن! ومـن ثم دعـم حماس أيضا الذي رافقته اآللة اإلعالمية املنافقة؛ عندها همس إلي والدي وقال: «من يريد أن يخدم القضية الفلسطينية ال يدعم طرفا ضد آخـر، وما حصل إنما هو فتنة بن الفلسطينين!» عندها ذهلت وصدمت من سهولة وبالغة رد والـدي الحكيم! ومن حينها عملت قياسا على كــل مـــبـــاد­رات هـــذه الدولة املـــــار­قـــــة؛ فـــفـــي كــــل قضية تتدخل فيها قطر كوسيط، تكون نتيجتها مزيدا من التفرق بن الفرقاء ومزيدا من االقتتال، ولنا في القضية السورية مثال حـي! وقبلها قضية البحرين وكيف انسابت قطر من خلف ظــهــور الــــدول الخليجية وذهــبــت لتبيع وتـشـتـري مــع مــا يسمى «املعارضة البحرينية»، ومـن ثم تحول تدخلها لخنجر مسموم بظهر البحرين! وال ننسى طبعا فتح االتصال املباشر مع الحوثين منذ ؛2009 عندما دخلت قطر حينها مستغلة الثقة السعودية واليمنية تحت ما يسمى بإعمار صعدة! واألمــوال الطائلة التي دفعت للحوثين، ونتيجتها تحول الحوثي لغول في اليمن، وما زال اليمن يعاني لألسف! «اللي ما فيه خير ألهله ما فيه خير للناس»، عبارة سهلة وفيها من الحكمة واالختصار الشيء الكثير. صحيح، فمن ضحى بوالده لن يكون عاجزا عن التضحية بأشقائه الخليجين من أجل وهم وكذبة صدقهما تنظيم الحمدين.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia