متيم يطل بخطاب هزيل عنوانه التناقضات!
16
لم يخرج خطاب أمير قطر تميم بن حمد، الـــــــذي أطــــــل لـــلـــمـــرة األولــــــــى لــلــحــديــث عن االجــــــــراء ات الــتــي اتــخــذتــهــا الـــــدول األربع الـــداعـــيـــة ملــكــافــحــة اإلرهـــــــاب فـــي الخامس مــن يـونـيـو املــاضــي، عـمـا تـوقـعـه املراقبون فــي اســتــمــرار الــنــظــام الــقــطــري فــي «املكابرة والــــتــــعــــنــــت»، إذ حــــــــاول جـــــاهـــــدًا لـــبـــس ثوب املظلومية. وشدد على ضرورة شمول أي حل لألزمة على «احترام السيادة للدول، وأن ال يكون في صيغة إمـــالء»، ومشيدًا بالوساطة الكويتية التي لم يحترمها املــســؤولــون الـقـطـريـون وباملساندة األمريكية وبـ«الهبة التركية» املتمثلة في اتفاقية الدفاع وتزويد السوق باملواد الغذائية. ووقع أمير قطر في مأزق التناقضات في خطابه املتلفز أمس، إذ أكد سير الحياة بشكل طبيعي في إمارته الصغيرة، ليعود قائال «ال أريد أن أقلل من حجم األلم واملعاناة الذي سببه الحصار». وأشـــاد بـمـا أســمــاه بـاملـسـتـوى األخــالقــي، رغــم أن وسائل اإلعالم القطرية ومسؤولني قطريني أدمنوا اإلساءة للدول األربع الداعية ملكافحة اإلرهاب. وبدت «املكابرة القطرية» متمثلة في خطاب تميم بن حمد، إذ يعلن استعداده للحوار والتفاوض، في وقت يرفض ما يراه مسا بـ «السيادة واإلمالء»، عــلــى رغـــم تــوقــيــعــه عــلــى اتـــفـــاق الـــريـــاض 2013 وملحقاته التكميلية في .2014 وخـــص تـمـيـم فــي أول كـلـمـة لــه مــنـذ قـطـع الدول األربــــــع عــالقــاتــهــا الــديــبــلــومــاســيــة مـــع الدوحة، الــهــجــوم عــلــى الـــــدول األربـــــع وانــتــقــاد إجـــــراء ات الــدول الداعية ملكافحة اإلرهـــاب، ويـحـاول النفي بشكل مستميت تورط قطر بدعم اإلرهاب املثبت بالحقائق والبراهني. وحاول تميم ترسيخ «مظلومية الدوحة» بالبكاء حول مفردة «الحصار» التي كررها أكثر من مرة وبشكل الفت، فيما عرج للحديث عن القيم وعدم الـــكـــذب، رغـــم أنـــه شـخـصـيـًا نــكــث بــالــعــهــود التي قطعها عــام 2013 فــي اتــفــاق الــريــاض واالتفاق التكميلي .2014 وقـــال «لــقــد حــاولــوا املـــس بـمـبـدأيـن مــبــدأ سيادة الـــــدول، وحــريــة الـتـعـبـيـر ــــ فــي إشــــارة إلـــى الدول الداعية ملكافحة اإلرهاب». وفيما بدا «إذعانًا قطريًا غير مباشر» مع إصدار أمير قطر تميم بن حمد مرسومًا يعدل بموجبه قــانــون مـكـافـحـة اإلرهــــــاب، واســتــحــداث قائمتني لــألفـــراد والــكــيــانــات اإلرهــابــيــة، يــشــدد مراقبون عـلـى ضـــرورة أن تعمل الــدوحــة أكـثـر لكسب ثقة جيرانها بعد انعدامها، مشيرين إلى أن الخطوة «ال تكفي». ووصف وزير الدولة اإلماراتية للشؤون الخارجية أنور قرقاش املرسوم القطري في حسابه في موقع التواصل االجتماعي «تويتر» أمـس بـ«الخطوة اإليـــجـــابـــيـــة» لــلــتــعــامــل الـــجـــاد مـــع قــائــمــة الـــــ95 إرهـابـيـا، معتبرًا أن ضغط األزمـــة يـؤتـي «ثماره واألعقل تغيير التوجه ككل».