Okaz

خطاب بال قدمني.. والتناقض سيد الكلمات

- سعد الخشرمي (جدة)

ال يعدو خطاب أمير قطر الشيخ تميم بـن حمد آل ثاني كونه خطابًا مرتبكًا، يظهر فيه خطاب الحمدين على مـدى عقدين، حمل جملة تناقضات أوضحت للمشاهدين أن الخطاب املنتظر مـنـذ انــــدالع األزمــــة الـقـطـريـ­ة بـــات مــعــول هـــدم ملــوقــف الحكومة القطرية، إذ التناقضات ال يمكنها أن تعزز أي موقف كان، فبينما وصف الخطاب في مستهله أن الحياة تسير بشكل طبيعي في قطر، إال أنه بعد دقائق قليلة، عاد ليتناقض قائال «ال أريد أن أقلل من حجم األلم واملعاناة الذي سببه الحصار (حسب مزاعمهم)». ولــم يلبث ذلــك التناقض إال قـلـيـال، حتى مضى مهنئًا الشعب القطري على املستوى األخـالقـي الرفيع الــذي قدمه إزاء األزمة، إال أن مواقع التواصل االجتماعي اكتظت بالحسابات القطرية التي شنت شتمًا على سياسة دولتهم، والتي أدخلتهم في دوامة الحياة املرتبكة، واملصير املجهول. وألن املوقف املرتبك ال يمكن أن يقف على أرض صلبة، قال أمير قطر إن «الدول العربية وقفت معنا»، بينما الدول العربية لم تعلن أي موقف رسميًا أو تضامنيًا مع الدوحة، بل ذهبت بعضها إلى املقاطعة الدبلوماسي­ة، وأخرى إلى تخفيض البعثة الدبلوماسي­ة، والـتـي نـوهـت إلــى أن حكومة الــدوحــة تحتاج إلــى رصـانـة أكبر، ووقف تمويل اإلرهاب، وعدم التدخل في شؤون الدول. وفيما حــاول تميم أن يــنــزاح إلــى الـخـطـابـ­ات الـشـعـارا­تـيـة، قائال «تعتقد بعض الدول أن املال يمكنه شراء كل شيء»، فيما أن دولته لم تكف عن دفع 10 مليارات دوالر من 2010 إلى 2015 على مراكز بحوث ودراســات لتشويه صـورة األشـقـاء، وجندت قناة الجزيرة لدعم الثورات املشؤومة على دول عربية، ما بث فيها الدمار. وذهب أمير قطر إلى تعريف اإلرهاب بأنه «أيديولوجيا متطرفة»، بينما الدوحة تستضيف جماعة اإلخوان املصنفة إرهابيًا، إضافة إلى عناصر من جماعة طالبان، ما يفكك الخطاب، ويدخله في مأزق املصداقية. وما إن مرت دقائق قليلة، حتى قال «التشهير واالفــتــ­راء عـلـى قـطـر فــي الــغــرب»، فيما أن الـرئـيـس األمريكي دونـالـد ترمب أكـد فـي أكثر مـن مؤتمر صحفي أن قطر تمول اإلرهــاب، ويجب عليها أن توقف ذلـك، وهـذا ما عـززه تصريح وزير خارجيته الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن قطر تدعم اإلرهاب. وبــيــنــ­مــا أعــلــنــ­ت الــســعــ­وديــة واإلمـــــ­ــارات والــبــحـ­ـريــن بتسهيل ورعــايــة األســـر املـشـتـرك­ـة، يصر أمـيـر قطر على أن يضلل الرأي العام، بأن الـدول املقاطعة «فصلت بني أبناء العائلة الواحدة»، كما أن السلطات السعودية أعلنت سابقًا أنها ترحب باملعتمرين والــحــجـ­ـاج الـقـطـريـ­ني عـلـى أراضــيــه­ــا، مــا لــم يستقلوا الخطوط الــقــطــ­ريــة، والــنــاب­ــعــة مــن الــخــطــ­اب الــســعــ­ودي الـــذي ذكـــر الشعب القطري «من أرومتها».

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia