ورقة جديدة في امللف القطري األسود

ببساطة وحــزم وثقة ردت الــدول الداعية ملكافحة اإلرهــاب على قطر بعد أن انتظرتها أكثر من شهرين وفوجئت بخطاب تميم الذي أجهز على أي أمل بجدية سعيها للوصول إلى حلول. الجهل السياسي القطري كان ال بد أن يخطئ في حساباته والتي منها افتراض تراجع الدول األربع عن بعض مطالبها أو التراخي في التأكيد على ضرورة تنفيذها، أو حدوث اختالف في مواقفها، أو تأثير الوسطاء عليها لالنتهاء بحل توفيقي يتيح لقطر الخروج من األزمة دون استئصال أسبابها من جذورها. لقد جاء بيان الدول األربع مساء اإلثنني الذي أعلنت فيه تصنيف تسعة كيانات وتسعة أفراد تضاف إلى قوائم اإلرهاب املحظورة لديها، مـؤكـدًا بشكل قاطع أن املسألة ليست كما تظن قطر بأن موقفها قد تحسن بإطالة أمد األزمة وتوقيعها على مذكرة تفاهم شكلية مع أمريكا ملكافحة اإلرهاب اعتقدت أنها كفيلة بانتشالها من الورطة كونها قد تمثل ورقة ضغط على دول املقاطعة لتليني موقفها ومراجعة مطالبها، لكن جاء حساب البيدر مختلفا عن حساب الحقل القطري عندما وجهت الدول األربع صفعة جديدة للسياسة القطرية تفضح املزيد من شرورها وجرائمها بإعالن القائمة اإلرهابية الجديدة التي تمولها وتحركها قطر، والتأكيد بأن كل ما تدعي قطر أنها قامت به ال يعطيها أي مصداقية في مزاعمها بأنها تكافح اإلرهــــاب، بـل يـؤكـد أنـهـا أدمـنـت رعايته بكل ما لديها وتصر على توظيفه إللحاق األذى باآلخرين في محيطها. وعــنــدمــا تــؤكــد الــــدول األربــــع اســتــمــرار إجــراءاتــهــا الـحـالـيـة وما يستجد عليها إلــى أن تلتزم السلطات القطرية بتنفيذ املطالب العادلة كاملة، التي تضمن التصدي لإلرهاب وتحقيق االستقرار واألمن في املنطقة، فإن ذلك يتطلب من قطر أن تتخلى عن أوهامها بأنها قادرة على االستمرار في املكابرة وااللتفاف واملغالطة، أو أن بإمكانها املضي في مشروعها التخريبي. كما أنها يجب أن تفهم بأنها عرضة ملزيد من اإلجراء ات القاسية الجديرة بكل عضو فاسد يريد نشر أوبئته في محيطنا ألن ملفها اإلرهابي األسود أوراقه كثيرة، وعندما تعلن دول كمصر واململكة تحديدا قائمة باألسماء والكيانات فإنها ال تفعل ذلك إال بعد ثبوت األدلة القاطعة بصحة معلوماتها، ألن لديها أجهزة أمنية واستخباراتية عالية الكفاءة واملهنية، وقطر تعرف ذلـك جيدًا وتعرف أن التنسيق بني الدول األربـــع فـي أعـلـى مستوياته، وأنـهـا تستطيع تعريتها تماما لو أرادت مع أنها لم تعد تملك ما يسترها.