Okaz

حني يسارع «املسؤول» إلى النفي

- سعيد السريحي suraihi@gmail.com

عجيب أمـر هيئة املهندسني، يسارع أحـد كبار املــســؤو­لــني فـيـهـا إلـــى نــفــي خــبــر ســقــوط سقف قاعة االجتماعات، مؤكدا أن الصورة املتداولة عــلــى مـــواقـــ­ع الــتــواص­ــل مـــع ذلـــك الــخــبــ­ر ليست سوى صورة ألعمال صيانة املبنى، ثم يتكشف األمر بعد ذلك عن غير ذلك كما أوضح التقرير الـــذي نـشـرتـه «عــكــاظ» أمــس عــن تـلـك الحادثة، والــــــذ­ي كــشــفــت فــيــه عـــن خــطــاب لــأمــني العام لهيئة املهندسني موجه للشركة املنفذة ملشروع املبنى يحملها فيه مسؤولية سقوط سقف قاعة االجتماعات ويطالبها بإصالحه وفحص بقية األسـقـف كما يحملها مسؤولية مـا قـد يصيب العاملني فـي املبنى واملـراجـع­ـني لـه لـو تعرض سقف آخر للسقوط الذي تعرض له سقف قاعة االجتماعات. غــريــب أن يـلـجـأ ذلـــك املــســؤو­ل إلـــى نـفـي واقعة تحدثت عنها األنباء ووثقتها الصور وكأنما الهيئة التي يعمل فيها هي التي نفذت املبنى، أو كأنما هو يتستر على أن الهيئة قد استلمت املـبـنـى وصــادقــت عـلـى سـالمـتـه دون أن تتبني ما فيه من خلل، وهـو أمـر إن حــدث، فمن شأنه أن يــبــلــغ حـــد الــفــضــ­يــحــة حـــني ال تــتــبــن­ي هيئة مهندسني خلال فـي مبناها ويفاجئها سقوط ســقــفــه كــمــا يــفــاجــ­ئ أي مـــواطـــ­ن يــوقــعــ­ه جهله بالهندسة فـي بـراثـن مقاولني ال يتورعون عن التالعب فيما ينفذونه من منشآت. وبـــصـــر­ف الــنــظــ­ر عـــن الــــدافـ­ـــع الـــــذي حــمــل ذلك املسؤول على نفي واقعة قامت عليها الشواهد فــهــو دون شــك يـنـتـمـي لـحـقـبـة كـــان الــنــفــ­ي هو األسلوب املتبع لدى كثير من املسؤولني الذين كـانـت تـحـدوهـم رغـبـة أن ال يظهر أي خلل في األجهزة التي يديرونها يمكن له أن يعرضهم للمسؤولية، وليس ببعيد عن الـذاكـرة أن أمني لجدة صرح ذات مطر غرقت فيه أحياء بأكملها مــؤكــدا فــي تصريحه أن «كــل شــيء تــمــام» لكي يتبني بعد ذلك أن الخلل في كثير من مشاريع األمـــانـ­ــة آنـــــذاك يــقــف وراء اآلثـــــا­ر املـــدمــ­ـرة التي تركتها األمطار والسيول. أسلوب النفي الذي تجاوزه كثير من املسؤولني في عهد أصبحت املكاشفة فيه حقا من حقوق املواطنني وأصبحت مهمة «تغطية الشمس بغربال» مهمة مستحيلة في عصر مواقع التواصل، هذا األسلوب ال يتوخى من يتبعه حجب الحقيقة فحسب وإنما حجب ما وراءها كذلك.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia