حني يسارع «املسؤول» إلى النفي
عجيب أمـر هيئة املهندسني، يسارع أحـد كبار املــســؤولــني فـيـهـا إلـــى نــفــي خــبــر ســقــوط سقف قاعة االجتماعات، مؤكدا أن الصورة املتداولة عــلــى مـــواقـــع الــتــواصــل مـــع ذلـــك الــخــبــر ليست سوى صورة ألعمال صيانة املبنى، ثم يتكشف األمر بعد ذلك عن غير ذلك كما أوضح التقرير الـــذي نـشـرتـه «عــكــاظ» أمــس عــن تـلـك الحادثة، والــــــذي كــشــفــت فــيــه عـــن خــطــاب لــأمــني العام لهيئة املهندسني موجه للشركة املنفذة ملشروع املبنى يحملها فيه مسؤولية سقوط سقف قاعة االجتماعات ويطالبها بإصالحه وفحص بقية األسـقـف كما يحملها مسؤولية مـا قـد يصيب العاملني فـي املبنى واملـراجـعـني لـه لـو تعرض سقف آخر للسقوط الذي تعرض له سقف قاعة االجتماعات. غــريــب أن يـلـجـأ ذلـــك املــســؤول إلـــى نـفـي واقعة تحدثت عنها األنباء ووثقتها الصور وكأنما الهيئة التي يعمل فيها هي التي نفذت املبنى، أو كأنما هو يتستر على أن الهيئة قد استلمت املـبـنـى وصــادقــت عـلـى سـالمـتـه دون أن تتبني ما فيه من خلل، وهـو أمـر إن حــدث، فمن شأنه أن يــبــلــغ حـــد الــفــضــيــحــة حـــني ال تــتــبــني هيئة مهندسني خلال فـي مبناها ويفاجئها سقوط ســقــفــه كــمــا يــفــاجــئ أي مـــواطـــن يــوقــعــه جهله بالهندسة فـي بـراثـن مقاولني ال يتورعون عن التالعب فيما ينفذونه من منشآت. وبـــصـــرف الــنــظــر عـــن الــــدافــــع الـــــذي حــمــل ذلك املسؤول على نفي واقعة قامت عليها الشواهد فــهــو دون شــك يـنـتـمـي لـحـقـبـة كـــان الــنــفــي هو األسلوب املتبع لدى كثير من املسؤولني الذين كـانـت تـحـدوهـم رغـبـة أن ال يظهر أي خلل في األجهزة التي يديرونها يمكن له أن يعرضهم للمسؤولية، وليس ببعيد عن الـذاكـرة أن أمني لجدة صرح ذات مطر غرقت فيه أحياء بأكملها مــؤكــدا فــي تصريحه أن «كــل شــيء تــمــام» لكي يتبني بعد ذلك أن الخلل في كثير من مشاريع األمـــانـــة آنـــــذاك يــقــف وراء اآلثـــــار املـــدمـــرة التي تركتها األمطار والسيول. أسلوب النفي الذي تجاوزه كثير من املسؤولني في عهد أصبحت املكاشفة فيه حقا من حقوق املواطنني وأصبحت مهمة «تغطية الشمس بغربال» مهمة مستحيلة في عصر مواقع التواصل، هذا األسلوب ال يتوخى من يتبعه حجب الحقيقة فحسب وإنما حجب ما وراءها كذلك.