Âb s Êu dFð q¼ ø W¹oeuF « rO I² 5¹ö*«

قبل أيــام نشرت مواقع قناة الجزيرة الــذراع اإلعالمية لنظام الـدوحـة ومنصاتها اإللكترونية، خرائط تقسيم ملصر، تضع سيناء بلون مختلف عن باقي أراضي القطر املصري، الخريطة تقتطع ثلثي سيناء وتلحقها بقطاع غزة بالطبع ليست رسالة عابرة، قبلها بأسابيع دأبت الجزيرة على نشر خريطة للخليﺞ العربي تحت مسمى «الخليﺞ» فقط، حاذفة منه لقبه العربي، تمهيدا إلطــالق الخليﺞ الفارسي عليه، نشر الخريطة تزامن مع نشر قوات من الحرس الثوري اإليراني وزعت على األماكن الحساسة والقصور األميرية في الدوحة. ليست املــرة األولـــى الـتـي تتالعب قطر بـالـخـرائـط، فهي إحــدى وسائلها الدعائية النازية التي يتم بثها عبر القنوات والحسابات، وتمريرها داخـل الوعي العربي دون أن يشعر، فقطر انخرطت في مؤامرات تقسيم املنطقة منذ االنقالب الذي قاده حمد على والده املرحوم الشيﺦ خليفة بن حمد العام ٥٩٩١. استخدمت قطر أسـلـوب ترسيﺦ فـكـرة «التقسيم الـنـاعـم» عبر نشر خـرائـط مرفقة بــاألخــبــار دون اإلشــــارة ملــا تـحـويـه تــحــديــدا، حـتـى ال تــواجــه بـمـعـارضـة أو رفض، بالطبع هذه الصور يتلقاها عشرات املاليني من املتابعني واملشاهدين، وتطبع في الوجدان والعقل الباطن، وتتعود عليها العني، وبمرور الزمن ال تصبح مستغربة، ويتراجع الرفض وإذا حصل فسيكون في حدوده الدنيا ويمكن التحكم به، انتظارا لحدوث صدام أو سيولة سياسية تؤدي إلى اتفاق على تقسيم جديد، وحينها من املؤكد أنها لن تجد سوى التأييد والصمت املصنوع. عـــودا عـلـى خــرائــط سـيـنـاء، هــل تـتـذكـر عــزيــزي الــقــارئ خـبـرا عــابــرا مــر خــالل حكم اإلخوان ملصر العام ٢١٠٢، يقول الخبر: إن مرسي وافق مع اإلسرائيليني والقطريني واألمريكان وحماس على اقتطاع جزء من سيناء وإلحاقه بغزة ليكون وطنا ودولة فلسطينية بديلة. على أن يتم االنتهاء تماما من فكرة تحرير األراضــي بالقوة، ويتم التطبيع بني حماس وإسـرائـيـل، ولعلنا ال ننسى أن بيان حماس الـصـادر قبل أشهر مـن قطر، أسقط بشكل صريح فكرة الكفاح املسلح السترداد األراضي املحتلة، وهو ما يفسر تماما مشروع تقسيم سيناء الذي تم إحياؤه من جديد. االتفاق الذي رعته حكومة أوباما وقطر، سعى إلى توطني اإلرهاب أوال في سيناء ليهدد وجود الدولة املصرية فيها، ويدمر سمعتها من خالل ضرب الجيش املصري بشكل متواصل وإحداث خسائر فادحة به، والقضاء على أفراده في عمليات بشعة. لــم يكن مــشـروع التقسيم يقف عند ثلثي سـيـنـاء، بــل سيتمدد لفصل شــرق مصر وإلحاقها بالدولة املتكونة في شرق ليبيا، وكذلك النوبة وحاليب، وانتهاء بﺈنشاء دولـــة مسيحية فرعونية لـألقـبـاط، فـهـذا الــشــرق الـــذي عــاش طـــوال تـاريـخـه عربيا خالصا بمسلميه ومسيحييه، سيتشظى إلــى عــرب وأقـبـاط وأمــازيــﻎ وفينيقيني، لتتمكن إسرائيل من العيش بجانب دويالت ال تربطها هوية واحدة. املشروع القطري، يبدو أنه يحاول التقاط أنفاسه بعد خروج اإلخوان من حكم مصر، وها هي الدوحة ترد على موقف دول الحلف الرباعي املناهض لﻺرهاب، بالعودة لنفس خريطة مشروع التقسيم. الــنــظــام الــقــطــري سـبـق أن قـــام بــرشــوة مــركــز رانـــد األمــريــكــي بــعــشــرات املــاليــني من الدوالرات منذ العام ١٠٠٢، املركز انخرط في تنفيذ التوجهات واإلمالء ات القطرية، فتبنى أبحاثا معززة بخرائط لتقسيم اململكة، تم نشرها بشكل مكثف في وسائل اإلعــالم على مستوى العالم، كما تـم الـدفـع بها ألعـضـاء فـي الكونغرس األمريكي ملناقشتها. أهداف قطر املعلنة وغير املعلنة، تصب في التالي، أوال.. دعم مشاريع التقسيم في املنطقة والترويﺞ لها من خالل مشروع إعالمي انحاز تماما لهذا املخطط، وتعزيزها من خالل مؤسسات ومنظمات تتلقى الهبات وتبرعات أموال الغاز القطري. ثانيا.. تبني الجماعات اإلرهابية لتكون الذراع التنفيذية للمشروع، فهي التي تقوم بنشر الطائفية والقتل على الهوية وهدم الدولة الوطنية املركزية، لتأتي بعد ذلك املفاوضات واملشاورات التي تفرض التقسيم والترحيل القسري للسكان، كما يحدث اليوم في سورية. ليبيا الــيــوم مـثـال حقيقي للمخطط الـفـاشـل الـــذي اسـتـهـدف الـسـعـوديـة وشعبها ومستقبلها، لكنه سقط أمـام دهـاة الرجال في املصمك، على الرغم من أن املشروع «القطري اإلخـوانـي» نشر الخرائط، ودفــع بـاألمـوال لجماعات «املؤلفة جيوبهم»، وهم الذين عززوا األفكار العنصرية والطائفية في الشارع السعودي، وحاولوا الدفع باملواطنني لالحتجاج واالحتراب، للزج بهم في أتون حرب أهلية ال تبقي وال تذر يتحكم فيها املوت والجوع والفقد.