مستشفى «الوالدة» متعثر.. وشريان «املوت» ميتد إلى تبوك
أكــد عــدد مــن أهــالــي الــعــا، أن األمــر امللكي املمثل بـإنـشـاء هيئة ملكية في املحافظة، يمثل تحوال كبيرا في مسيرة االهتمام بهذا املورد السياحي. وأوضحوا أن استمرار التطوير واستدامة التنمية مرهونان بتوفير كل الخدمات التي ال تنفك عنها أي نقلة حضارية في أي منطقة، وهو ما يطمحون إلــى تحقيقه على أرض الــواقــع، فـي ظـل املشاريع الفريدة التي تنتظرها املحافظة والتي ستواكب إنشاء الهيئة امللكية، لتجمع املحافظة بني عراقة التاريخ، والتطور واالزدهار لنماء املستقبل. وفي ظل املطالبات املتعددة للمشاريع الضرورية التي يتطلعون إلى توفرها، لم يغب االستبشار الكبير لألهالي باألمر امللكي الذي اعتبروه محققا آلمالهم، إذ لهجت ألسنتهم وارتفعت أكفهم بالدعاء لخادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بــن عـبـدالـعـزيـز، ولـنـائـبـه األمــيــر محمد بــن سـلـمـان، متمنني أن يطيل الله في عمرهما ملا فيه خير ونماء الوطن، إذ قالوا بلسان واحد «انتهى األلم، وتحقق الحلم». وبينوا أن األمر امللكي بإنشاء الهيئة امللكية في العا جاء بلسمًا يــــداوي جـــراح املــطــالــبــات املــتــعــددة بـافـتـتـاح مستشفى للنساء والوالدة في املحافظة، إذ إن مطالبتهم لوزير الصحة لم تنقطع، حتى تتم خدمة النساء واألطفال في املحافظة واملراكز التابعة لها، مشيرين إلى نقص الكادر الطبي املتخصص في قسم النساء والوالدة بمستشفى األمير عبداملحسن العام، السيما مع الزيادة املطردة في عدد السكان والضغط الكبير. واعتبر كل من عبدالله بــن أحـمـد الصبحي، ومــوســى بــن محمد بــن مــوســى، والدكتور إبراهيم محمد بن جمعة، افتتاح مستشفى النساء والوالدة بأنه سيخفف العبء والحمل على املستشفى العام قائلني: «يحدونا األمل في وضع جدول زمني يضع حدا لهذه املعاناة»، وأضافوا أن األهالي ينتظرون إنشاء املستشفى منذ سنوات طــويــلــة لـلـتـخـفـيـف مـــن مـتـاعـبـهـم فـــي الــســفــر إلى املدينة املــنــورة أو تـبـوك، لقلة الــكــوادر واألجهزة الطبية. مـــن جــانــبــهــم، طــالــب كـــل مـــن مــحــمــد عبدالرحيم بــن حـسـني، وعـلـي سـعـد جـبـر، وإبــراهــيــم عبدالله خــمــيــس، وثــامــر عــبــدالــلــه الــعــبــدالــكــريــم بافتتاح أقـسـام وعــيــادات تخصصية فـي مستشفى األمير عبداملحسن، لتوفير خدمات طبية على املـسـتـوى املــأمــول، وإنــهــاء مـعـانـاة االنتقال إلــــى املـــــدن األخـــــــرى، فـــي ظـــل وجـــــود املستشفى الوحيد الـذي يستقبل جميع املرضى ومصابي الحوادث، ما جعله يئن تحت وطأة تزايد أعداد املـراجـعـني والــزحــام الكبير على عـيـاداتـه بما ال يتناسب مـع عــدد األطـبـاء وغـيـاب التخصصات الــدقــيــقــة، مـــا يــزيــد احــتــمــالــيــة حـــــدوث األخطاء الطبية، نظرا ألخطاء التشخيص الدقيق ألغلب الحاالت الطبية بشكل عام. من جهة ثانية، أجمع كل من سليمان الـبـديـر، وإبـراهـيـم أحـمـد الـفـريـدي، على أن طـريـق الـعـا - تبوك املمتد لنحو 250 كيلومترا، بحاجة عاجلة إلـى صيانة إلزالة الحفر واملطبات على امــتــداده، مؤكدين أن البعض يطلق على هذا الطريق «شريان املـوت» نظرا لكثرة الحوادث فيه وافتقاره لوسائل السامة ولازدواجية. وأكدوا أن العابرين على طريق العا - تبوك يضعون أياديهم على قلوبهم خوفا من مفاجآت هذا الشريان الذي يباغت العابرين، واملمثلة في الحوادث املرورية الفاجعة التي راح ضحيتها املئأت مــن سـالـكـيـه نتيجة لـغـيـاب أبــســط مــقــومــات الــســامــة عـلـى هذا الطريق الحيوي، مطالبني الجهات املعنية بوضع حد للحوادث القاتلة وحقن الدماء التي تراق بكثرة. ونبهوا إلـى أن طريق العا - حائل، يــرزح تحت ضغط «املسار الواحد»، وهو ما جعل الطريق -الذي يعتبر بوابة حائل الغربيةيشهد كـثـافـة مــروريــة غـيـر عــاديــة للمسافرين، وكــذلــك للسياح القادمني ملحافظة العا، بخاف األعداد الكبيرة من سكان القرى مــن طـــاب ومــوظــفــني وغــيــرهــم، وهـــو مــا أدى إلـــى زيــــادة نسبة الحوادث املرورية التي خلفت العديد من الضحايا خــال الـفـتـرة املــاضــيــة. ونــاشــدوا الـجـهـات املعنية بسرعة عمل ازدواج لطريقي العا - املدينة املنورة (شجوى)، والعا - الوجه، اللذين يسجان الحوادث املـــؤملـــة والــشــنــيــعــة بــشــكــل شــبــه يـــومـــي، الناتجة عــن الـسـرعـة الــزائــدة والــتــجــاوز الـخـاطـئ وغيرها مـــن األخـــطـــاء املــــروريــــة نــتــيــجــة ضــيــق الطريقني، مشددين على توفير الخدمات واملراكز اإلسعافية واألمــنــيــة. ودعــــوا إلـــى سفلتة الــطــرق املــؤديــة إلى املــزارع والتعجيل بتنفيذها، كونها تعيق سرعة إيصال إنتاج املحاصيل للسوق ما يؤدي إلى تأخر تسويقها. وفي جانب آخر، طالب محمد بن عبدالله القاضي بضرورة إعادة النظر في إنهاء إجـراءات نزع ملكيات البلدة القديمة «الديرة» من خال تكليف قاض خاص أو أكثر إلنهاء إشكاالت التعويضات.