.. بل ستخضع الدوحة.. وُتذعن
مسؤولة أمريكية تصفع «قطر»: متورطة في 11 سبتمبر الدوحة تلجأ ملقرب من «نتنياهو» لتحسني صورتها في واشنطن
لم تكن ردة الفعل القطرية مفاجئة على جميع القرارات التي اتخذتها الــدول الرباعية الداعية ملكافحة اإلرهاب بعد قطع عاقاتها الدبلوماسية، ألن الجميع كان يتوقع ذلــك باعتبار أن الــقــرارات جــاءت ملصلحة تحقيق األمن ولجم اإلرهاب ومنع تمويله، إال أن ردة فعل قطرعلى قرار الـدول األربـع بتصنيف كيانات وأفـراد لها صلة مباشرة وغير مباشرة بقطر في قائمة «اإلرهـــاب» تمثل مفاجأة مخيبة لـآمـال، كــان فعا سخيفا ومعيبا، باعتبار أن قطر هي التي مولت هـذه الكيانات وشرعنتها وهي اآلن مستمرة في مراوغتها. على الطرف اآلخر تستمر قطر فـي استمالة الصحف األجنبية عبر سياسة دفــع الـــــدوالرات لــهــا، ورغـــم أن لـكـل صحيفة انــضــمــت رئــيــســة الـلـجـنـة الــفــرعــيــة للشؤون الـخـارجـيـة ملنطقة الــشــرق األوســـط وشمال أفريقيا بمجلس الــنــواب األمـريـكـي، إليانا روس ليتينن، إلى األصوات املطالبة بوقف الدعم القطري لإلرهاب، مؤكدة تورط الدوحة في هجمات 11 سبتمبر. وقـــالـــت لــيــتــيــنــن، خــــال جــلــســة اســـتـــمـــاع داخل الــكــونــغــرس لـتـقـيـيـم الــعــاقــات األمــريــكــيــة مع قــطــر أمـــس األول (األربـــــعـــــاء): إن قطر معروف عنها أنها بيئة متسامحة مــع تــمــويــل اإلرهــــــاب، والتقارير لـــجـــأت قــطــر إلـــــى شــركــتــني أمــريــكــيــتــني لتحسني صـــورتـــهـــا بـــعـــد ثــــبــــوت تـــورطـــهـــا فــــي اإلرهـــــــــاب، والـتـصـريـحـات املتتالية مــن مـسـؤولـني أمريكيني كبار، أكدوا فيها وجود عاقات كبيرة وتاريخية بـني سلطات الـدوحـة وجماعات وأفـــراد فـي قوائم اإلرهاب العاملي. وتعاقدت قطر مع شركتني أمريكيتني تهدفان إلى حقها فـي طــرح أفـكـارهـا وآرائــهــا حيال أي قضية، ولكن أن تسوق الصحف، خصوصا األجنبية، ذائـعـة الصيت آلراء الــبــعــض وتــحــســم رأيـــهـــا تــجــاهــهــم دون أخــــذ رأي الطرف اآلخر فهو االنحياز الكامل. وجاءت مجلة التايم األمريكية، كمتحدث باسم النظام القطري عندما ذكرت أن املواجهة بني قطر والـدول الرباعية اصطدمت بطريق مـسـدود. وكتب باتريك ثـيـورس، سفير الـواليـات املتحدة لدى الدوحة في الفترة من ،1998-1995 في مقالة نشرتها املجلة، إنه في ضوء غياب أي مفاجأة أو تغيير في ســيــاســة واشـــنـــطـــن فــــي مــــا يتعلق تؤكد أنها مولت منظمات مدرجة على قائمة اإلرهاب األمريكية، وكذلك مجموعات متطرفة تنشط في سورية، مضيفة: «الدوحة متورطة بدعم اإلرهاب.. هذا املوضوع ليس جديدًا عنها». وذكـــرت أن «مــســؤوال قطريا رفـيـع املـسـتـوى قــدم الدعم للعقل املـدبـر لهجمات الـحـادي عشر مـن سبتمبر ضد بادنا وهـو خالد شيخ محمد، وهناك بالطبع خليفة محمد واملدرج على قوائم اإلرهاب في الواليات املتحدة واالتــحــاد األوروبــــي واألمـــم املـتـحـدة لـــدوره فـي تمويل تنظيم القاعدة اإلرهابي، وكذلك العقل املدبر لهجمات سبتمبر». وأفــادت بأنه خال العام 2008 تم الحكم عليه غيابيا في البحرين بسبب نشاطاته اإلرهابية، وجرى اعتقاله التأثير على صناع السياسة في واشنطن وكشف فــضــائــح ســيــاســيــني أمــريــكــيــني بـــهـــدف ابتزازهم والـتـأثـيـر عـلـيـهـم، فــي سـعـي لـلـتـفـوق عـلـى النفوذ السعودي في واشنطن. وأســــــــس الــــشــــركــــة األولــــــــــى املـــخـــتـــصـــة بالضغط والـــحـــصـــول عــلــى نـــفـــوذ ســيــاســي لــعــمــائــهــا في واشــنــطــن، كـــوري لـيـنـداوسـكـي، وهــو مــديــر سابق لحملة تــرمــب االنـتـخـابـيـة، واســتــقــال مــن الحملة في يونيو .2016 ورأت وكالة «أسوشييتد برس» باألزمة الخليجية، لن تجبر اإلجــراءات الحالية املتخذة ضد قطر على الخضوع. ويــبــدو أن السفير األمــريــكــي الـسـابـق فــي الــدوحــة مازال يعيش في حقبة التسعينات ونسي أو تناسي أن الدول الـ4 حددت ستة مبادئ للتعامل مع األزمة القطرية، تتمثل في االلتزام بمكافحة اإلرهاب ومنع تمويله أو توفير املاذات اآلمــنــة وإيــقــاف كـافـة أعــمــال التحريض وخــطــاب الحض عــلــى الـــكـــراهـــيـــة، وااللـــــتـــــزام الكامل
بـــــــــاتـــــــــفـــــــــاق عـــــــام فــي وقــت الحــق مــن قـبـل قـطـر ليتم إطـــاق ســراحــه بعد ستة أشهر وتقديم الدعم املالي له بشكل علني من قبل الدوحة. وذكرت ليتينن أن «كاترين باور املوظفة السابقة رفيعة املــســتــوى بـــــوزارة الــخــزانــة األمــريــكــيــة قــالــت أخــيــرا في مـحـاضـرة إن اململكة واإلمــــارات حـاولـتـا لفترة طويلة مـن الـزمـن إيـقـاف تـصـرفـات قطر فيما يخص تمويل اإلرهاب». من جهته، قال مدير مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية جوناثان شانزر، الــذي شارك في الجلسة، إن قطر تمادت في دعم تنظيم اإلخــوان بهدف إيصاله إلـى السلطة في عدة دول والهدف هو تنفيذ املخططات القطرية الكتساب النفوذ. أن اخــتــيــار شــركــة أسـسـهـا مـسـاعـد ســابــق لترمب، يعني أن قـطـر تبحث عــن نــفــوذ وحــريــة أكــبــر في الوصول للبيت األبيض الذي تربطه عاقات قوية بالسعودية. وتوقعت الوكالة أن يكون الصراع على إحداث «انقاب دبلوماسي» في واشنطن، بمثابة معركة صعبة بالنسبة لقطر أمام السعودية. من جانبها، ذكـرت كريستني كوتس، وهي باحثة بمعهد جيمس بايكر الثالث للسياسة العامة، أن قطر تحاول متأخرة جدا زيادة جهودها ملواجهة 2013 وعـام ،2014 إضافة إلـى االلـتـزام بكافة مخرجات القمة العربية - اإلسـامـيـة - األمـريـكـيـة، الـتـي عـقـدت في الــريــاض فــي مــايــو، فـضـا عــن االمــتــنــاع عــن الـتـدخـل في الــشــؤون الـداخـلـيـة لــلــدول ودعـــم الـكـيـانـات الــخــارجــة عن القانون ومسؤولية كافة دول املجتمع الدولي في مواجهة كل أشكال اإلرهـاب، بوصفها تمثل تهديدا للسلم واألمن الدوليني. وعليه فإنه لم يعد أمام قطر التسويف وإضاعة الوقت وعليها الرضوخ.. ونقول للتايم: إن قطر ستذعن
وترضخ. الـتـحـدي الـــذي تقابله فــي واشــنــطــن، وأضــافــت أن األزمة القطرية التي انخفضت وتيرتها وتحولت إلــى مواجهة طويلة األمــد أو تـأهـب مـن الطرفني، تحولت اآلن في أحدث مراحلها إلى صراع لكسب القلوب والعقول في واشنطن. وضمن أعضاء شركة الدعاية السياسية األمريكية مــديــر ســابــق ملــكــتــب رئــيــس الـــــــوزراء اإلسرائيلي بنيامني نتنياهو، فيما رفضت الشركة التعليق على التعاقد حني حاولت الوكالة التواصل معها.