Okaz

املوضة للرشيقات وسايز زيرو فقط

-

ال أعـــرف مـتـى ستنتهي مــوضــة الـبـنـطـل­ـونـات السكيني فقد أصابتنا باإلزعاج البصري والنفسي ومثلها موضة التوب «األوف شولدرز» الذي يكشف الكتف، وشورتات «البليسوت» والـجـيـنـ­زات املقطعة «الـريـبـد جـيـنـز»، ويــا جماعة الخير كل املوضات التي تتطلب مودلز من جماعة املقاس الهيكل ــ عظمي يجب أن تمنع فـورًا وحـاال وبأقصى سرعة لعدم توافقها مع الواقع مما ينتج عنه املناظر التي تعرفونها جيدًا. فليس كل الناس من عينة العارضات وليس الكل يتحمل هوائل املالبس التي تضخم عيوب األجسام. فما ذنبنا نحن معشر املشاهدين؟ حينما نكون قاعدين في أمان الله، فنرى الزنود والشحوم والسليوالي­تات واالهتزازا­ت؟ نــعــم يــجــب أن نـتـحـلـى بـــالـــر­وح الــريــاض­ــيــة والــنــفـ­ـســيــة املرنة ونتقبل الواقع فليس الكل من جماعة غصن البان وليس ذلك واقعيًا وال مطلوبًا. ولكن لــم هــذا اإلصـــرار مـن قبل صناع املـوضـة؛ هــؤالء السادة والسيدات الذين في باريس يستمتعون بالكرواسان «والكافيه أو ليه» بالشانزليز­يه أو الذين في ميالنو يتذوقون البيكاتا ميالنيزا أو الذين في نيويورك يقضمون التشيزكيك أو الذين في لندن يقرمشون الفيش آنـد تشيبس أو الذين في طوكيو يــتــمــت­ــعــون بــالــســ­وكــي يـــاكـــي، وملـــــاذ­ا يــتــمــت­ــعــون هـــم بأطايب الطعام وال يفكرون حينما يذهبون لألتيليه ويصممون هذه األعاجيب، باملساكني من أغلبية سكان العالم املحرومني من األطـايـب ومـن حتى لبس التصاميم التي تستهدف الهياكل العظمية؟ هل تتذكرون موضة الـ(تي شيرتات) القديمة في الثمانينات والتسعينات؟ ملن كان موجودًا مثلي في عهد الديناصورا­ت ذلــك؟ كـانـت الـــ(تــي شـيـرتـات) رمــزا لـلـراحـة والعملية: واسعة وطـويـلـة وعظيمة الـحـجـم. هــل تــتــذكــ­رون الـبـنـطـل­ـونـات؟ كان الشيء الوحيد الذي تمسك فيه البنطلونات هو الخصر وما عـــدا ذلـــك فــمــرتــ­اح آخـــر راحــــة. هــل تــتــذكــ­رون الــفــســ­اتــني؟ التي كانت تمتلئ بـالـورود والنقوش وتكون واسعة مثل فساتني الــفــالح­ــات؟ راحـــة تــامــة وتـغـطـيـة كــامــلــ­ة. أيـــن كــل ذلـــك؟ ننظر لفستان يعجبنا الـيـوم فنكتشف فيه شقوقًا فـي جـوانـبـه أو حفريات على كتفيه أو شبابيك على الخصر أو الظهر؟ ما هذا الهراء والتسيب؟ لم ال يستشيرونني حينما يصممون؟ هل يعرف لنا أحد منكم قرائي الكرام واسطة في دار شانيل أو فالنتينو أو حتى لدى فيكتوريا بيكهام؟ فنتواصل معهم ونفهمهم خطأهم؟ وهـــذه األخـــيــ­ـرة، فـيـكـتـور­يـا، أال تــأكــل؟ مــا شـــاء الــلــه وال حسد ولكن على رأي صديقتي كيف أنجبت فيكتوريا أربعة أطفال؟ كدت أخطئ غلطة عمري وأقول لصديقتي هذه بأن فيكتوريا ليست مثلها. فهي ال تأكل العصيدة والعريكة ولحم الرأس باملرق والتمر املدحرج بالسمسم والخبز املشرب سمنًا وعسال «لترم» عظمها بعد النفاس. وال أتوقع أن السيدة أم فيكتوريا تنفسها شهر وعـشـرة أيــام لتحقنها بـاملـغـذي­ـات واملسمنات. أما والدة صديقتي هذه فقد سمعتها تعطي للسيدات جدول أطعمة النفاس الذي رتبته «بمجهودها الشخصي» قائلة: راح يرجعك بنت !14 ومما رأيت من نتائج فال أعرف أهي 41عاما؟ أم 14 طنا! ولكن ليست السمنة نتاجًا محليًا عربيًا، فحتى في بريطانيا تـعـتـبـر فــيــكــت­ــوريــا مـــن صــغــار الــحــجــ­م. فـــاملـــ­رأة البريطانية باملتوسط تـرتـدي حجم 16 وهـو يـعـادل 44 بالفرنسي وهو ليس حجمًا صغيرًا ابدا. ولــذا فـأنـا أهـيـب بكم -أفــــرادًا وجـمـاعـات- بمقاطعة املوضات املخزية للنفس واملزعجة للمشاهدين إال طبعا إن كنتم من عينة فيكتوريا. وفي هذه الحالة فأنا ال أعرفكم وال تعرفونني وكفى الله املؤمنني شر القتال.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia