تطاول على املقدسات
تـتـوالـى املــواقــف واألحــــداث الـتـي تثبت يــومــا بــعــد يـــوم مـــدى انــحــطــاط وتآمر الـــحـــوثـــيـــن، الــــذيــــن ألـــحـــقـــوا أنفسهم ومجتمعهم الطائفي الصغير في فلك املشروع اإليراني. فمن كان يتخيل أن يتم إطالق صاروخ غادر باتجاه مكة املكرمة، بقصد إفساد موسم حـج هــذا الـعـام، فـي الـوقـت الذي تــنــكــب فـــيـــه املـــمـــلـــكـــة، وتـــنـــصـــرف بكل طاقاتها، استعدادا لتنظيمه في أعلى مستويات الراحة واألمان. بل يحدث هذا التطاول الوقح املصوب عــلــى الــطــائــفــن حــــول الــكــعــبــة املشرفة والركع السجود في املسجد الحرام، في الـوقـت ذاتــه الــذي كـانـت اململكة، وعلى رأسها خادم الحرمن الشريفن، تسعى بكل الطرق لفك الحصار الـذي فرضته إســرائــيــل عــلــى املــســجــد األقــصــى أولى القبلتن وثالث الحرمن الشريفن. ولـــأســـف أن هــــذا االعــــتــــداء الـــــذي كان موجها أمس األول نحو أقدس مقدسات اإلســالم، لم يكن املــرة األولــى من هؤالء الــشــرذمــة، األمـــر الـــذي يــؤكــد القصدية والعمد فـي هـذا العمل اإلجـرامــي الذي اســتــخــدمــوا فــيــه صـــاروخـــا باليستيا استطاعت قوات الدفاع الجوي التصدي له وإسقاطه دون تحقيق هدفه. إن هذا الحرم آمن في حمى الله سبحانه وتــعــالــى الـــذي أنــجــى بـيـتـه الــحــرام من جيش أبرهة ومن كل معتد عليه طوال التاريخ، حتى هذه اللحظة التي يأمن فيها بيت الله الحرام في ظل حكم هذه الـــدولـــة املــبــاركــة الــتــي ســخــرت كــل غال ورخيص من أجله. ولــــكــــن أولـــــئـــــك الــــصــــغــــار يـــظـــلـــون في عبثيتهم غافلن عــن أن لـهـذه األماكن املــقــدســة، ســـواء الــحــرمــان الـشـريـفـان أو املسجد األقصى، من يعظمها ويجلها ويـــوقـــرهـــا، ويــســعــى جـــهـــده كـــي تبقى موئال ملن يعرف قدرها.