في املنامة: استعداد للحوار ولكن

ترقبنا اجتماع املنامة لــوزراء الــدول األربــع الداعية ملكافحة اإلرهــاب وسط كثير من االحتماالت والتوقعات التي نجمت عن املوقف القطري الذي يزداد تعنتًا مع استمرار األزمة، وهي تـوقـعـات تــراوحــت بــن فــرض مـزيـد مــن اإلجـــــراءات العقابية تجاه قطر أو حتى النظر في استمرار عضويتها في مجلس التعاون الخليجي. وحسنًا فعلت الــدول األربــع بعدم فرض مزيد من اإلجراءات، بينما أفاد وزير الخارجية البحريني أن مسألة بحث عضويتها فـي املجلس تتم داخــل إطــاره ووفق أنظمته، رغم أن قطر كنظام تستحق ما هو أكثر لكن الشعب القطري الـذي يستمر محور االهتمام كان العنصر األهـم في اعتبارات فرض عقوبات إضافية. أهمية االجتماع في تأكيده على ثبات املوقف بعكس ما أشيع قبله مــن أن الـــدول األربـــع قــد تـقـدم بعض الــتــنــازالت لتهدئة التوتر ألن التوتر املـتـزايـد سببه قطر ولـيـس كتلة املقاطعة التي لم تعمد إلى التصعيد اإلضافي ملطالبها السابقة، بينما قطر رغـم موقفها السيئ ما زالــت تضيف اإلســاءات وتتعمد االستفزاز سياسيا وإعالميا. ربما كان هناك احتمال للتفاوض حول مطلب أو آخر لو كانت قطر أثبتت حسن النوايا منذ البداية برغبتها في حل األزمة، لكن اآلن ال يصبح هناك أي منطق في أي قدر من التنازل أو حـتـى الــتــفــاوض مــع طــرف يــرفــض املـطـالـب جملة وتفصيال وينكر كل اإلدانات املثبتة عليه، لقد كان موقف الدول واضحًا وجيدًا أيضا عندما استجابت ملبدأ الحوار الذي طالب به كل الوسطاء األجانب ولكن بشرط إعـالن قطر رغبتها الصادقة والعملية لوقف دعمها لإلرهاب والتطرف وعدم التدخل في شؤون تلك الدول وإبداء استعدادها لتنفيذ املطالب. من كل ذلك يتضح أن األزمة ستطول وهذا ما تصر عليه قطر لحسابات ستتأكد ذات يــوم أنها خاطئة تماما ألنها تلعب بالنار فـي منطقة قــررت دولـهـا تجنيبها مـن األصــابــع التي تشعل الشرر، وقطر أصبحت الدولة الرئيسية التي تريد إشعال الـحـريـق بـالـتـضـامـن مــع الــعــدو األول لـــدول الـخـلـيـج متمثال بإيران وآخرين يضمرون العداء ويتظاهرون بالصداقة.