التحقق من الشكوى بإصالح اخللل
أفــادت الــدراســة -بـنـاء على إجـابـات «نــزاهــة»- بأنه بـالـنـسـبـة إلـــى الــشــارع الــســعــودي فـــإن السعوديني ينقصهم تفهم طبيعة عمل الهيئة، التي تتمثل في املبادرة بتقديم شكاوى أو بالغ إلى هيئة مكافحة الــفــســاد بـالـطـريـقـة املــنــاســبــة، فــاملــواطــن السعودي يجب أن يعي أن «نــزاهــة» ليست مكانا للتحقيق في هذه الشكوى بصورة أمنية أو إجرائية، واتخاذ قرارات. فمكان ذلك هو هيئة الرقابة والتحقيق، أو النيابة العامة، أو املباحث اإلدارية، أو غيرها من الجهات، كل حسب اختصاصه. ولــفــتــت إلـــى أن الـهـيـئـة تـتـحـقـق مــن صــحــة وجود شكوى، وتتعامل معها ليس على أسـاس مصلحة عامة وليس ملصلحة شخصية، فإذا شاهد املواطن مــدرســة فــي حــي لــم يــتــم بــنــاؤهــا، أو مـسـتـشـفـى لم يكتمل بناؤه، يبلغ الهيئة التي تسارع إلى التواصل مع املـقـاول أو «املالية» أو «الصحة»، وتعمل على إصالح الخلل، وإذا اكتشفت قصورا عالجته كإجراء مؤسسي، وإذا كان ثمة استيالء واعتداء على املال العام فإنها تخطر به جهات معنية أخـرى، وليس مطلوبا من الهيئة االتصال على املواطن إلبالغه، فــالــشــكــاوى مــتــنــوعــة، مـنـهـا الــكــيــدي، والتعسفي، والتحريضي، والحقيقي، والخاطئ، ودور املواطن ينتهي بتقديم الشكوى. وحــــول الــعــقــبــات األخـــــرى نــوهــت الـــدراســـة إلـــى أن الهيئة ال تزال تواجه مجموعة من العقبات، تتمثل في البيروقراطية، وعـدم تعاون بعض املؤسسات، والــقــصــور فــي عــدد مــن الـصـالحـيـات املـعـطـاة لها، وضعف الثقافة الشعبية املرتبطة بضعف الوعي الـعـام تجاه معرفة الحقوق والـواجـبـات، وااللتزام نحو الدول والعكس، والتفرقة بني مهمات السلطات التشريعية، والتنفيذية، والقضائية وحدودها، وما لها وما عليها، وحدود صالحياتها.