الباحة: طالق كل 60 ساعة يحيل «أبغض احلالل» ظاهرة !
لم يكن الطالق بمعناه الشرعي واردًا في أذهان مواطني منطقة الباحة، عدا ما يدرج على ألسنتهم عند الحلف بأغلظ األيمان، إذ كان الطالق من األمور املعيبة، التي تتحرج منها األسر قبل األزواج، ولذا قلما كان القرويون يسمعون عن حالة طالق واحدة في العام الواحد، بينما تسجل محاكم منطقة الباحة هذه األيام تزايدًا ملحوظًا في نسب الطالق، لتصل إلى حالة طالق كل 60 ساعة. وفي وقت سجلت فيه منطقة الباحة حتى أمس 460 حالة زواج، انتهى 143 منها بالطالق، ما يعد ظاهرة على مستوى منطقة ال يزال العرف االجتماعي فيها طاغيا على املشهد، جاء مجموع حاالت الطالق خالل العام الهجري نحو 160 حالة طــالق، أي ما يــوازي ثلث عـدد الزيجات خالل العام ذاته. وإزاء ذلك حمل املأذون الشرعي عبدالرحمن سحمي الغامدي وسائل التواصل االجتماعي مسؤولية ارتفاع معدالت الطالق في منطقة الباحة، وأكد الغامدي أن ثلث زيجات العام الحالي فشلت وانتهت بالطالق ما يعطي مؤشرًا خطيرًا على ضعف فقه الزوجية، وقلة الخبرة، وغياب أهل الحل والعقد ممن يوثق بهم في ردم فجوات الخلل. ولفت الغامدي إلى أن عوامل اقتصادية ونفسية واجتماعية وتقنية أسهمت فـي تسجيل ارتـفـاع ملحوظ فـي نسب الـطـالق، حسبما تشير البيانات التي تـصـدر عـن املـحـاكـم ووزارة الــعــدل. كاشفا تفاقم مـعـدالت الــطــالق؛ إذ تسجل منطقة الباحة حالة طــالق كـل نحو ثالثة أيــام، عــدا حــاالت الخلع، وقضايا االنــفــصــال أمـــام املــحــاكــم. ويـــرى أن مــن أســبــاب الــطــالق عــدم أهـلـيـة الزوجني للزواج، ونقص الثقافة األسرية، وتدخل األهل، واالنشغال بالتقنية على مدار الساعة بما في ذلك (انستغرام)، و(سناب شات)، و(تويتر)، و(فيسبوك)، مؤمال أن تعمل الـلـجـان االجـتـمـاعـيـة للتنمية ولــجــان اإلصـــالح وخـطـبـاء الجوامع والدعاة واألخصائيني االجتماعيني والنفسانيني على إيجاد حلول للظاهرة واالشتغال على التوعية املا قبلية.